الشرق اليوم – قالت مجلة “إيكونوميست” في تقرير لها، إنه على المجتمع الدولي التحرك فورا قبل حدوث حمامات دم في إثيوبيا.
وأوضحت المجلة أنه مرة أخرى تقاتل الحكومة الفيدرالية المتمردين من تيغراي. ومرة أخرى، منعت عمدا دخول الغذاء والدواء إلى هذه المنطقة الشمالية، حيث يعاني 400 ألف شخص حاليا من مجاعة، والملايين معرضون للخطر. ومرة أخرى تزحف جبهة تحرير شعب تيغراي باتجاه أديس أبابا. وفي هجوم سريع استولت على بلدات تقع على جانبي الطرق شمالي العاصمة. وتهدد مجموعة متحالفة، تدعي أنها تمثل الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بقطع الطرق المؤدية إلى المدينة من الجنوب. وتقول إنها أيضا تزحف نحو أديس أبابا.
ولكن في المرة الأخيرة التي سقطت فيها أديس أبابا، في عام 1991، تم تجنب حمام دم بطريقة ما. وتم عقد محادثات سلام في لندن. وفر الديكتاتور منغستو هيلا مريام إلى الخارج. ولم يستمر القتال الدائر في العاصمة سوى بضع ساعات. لكن هذه المرة، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت الحرب الأهلية ستنتهي بنفس الهدوء.
وتشير المجلة إلى أن السلطات في أديس أبابا دعت سكانها البالغ عددهم 5 ملايين إلى تنظيم أنفسهم في كتل والدفاع عن المدينة. ولم يظهر آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، أي مؤشر على موافقته على المحادثات. ففي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، في احتفال بمناسبة بدء الحرب قبل عام، قال آبي لضباط الجيش إن “إثيوبيا ستهزم كل أعدائها بدماء وعظام أطفالها وستعيش إلى الأبد في مجد”. وقد أعلن حالة الطوارئ، ومنح قواته سلطات واسعة لاعتقال أي شخص يشتبه في علاقته بـ “الإرهاب”. وتفسر الشرطة والجيش هذا على أنه أمر باعتقال جميع التيغرايين العرقيين في العاصمة. وفي غضون ساعات من الإعلان، تم الاستيلاء على التيغراي ودفعهم إلى المستودعات أو المصانع القديمة. حتى الأطباء والممرضات تم إخراجهم من المستشفيات إذا كانوا تيغرايين.
والأسوأ ممكن. فعلى مدى أشهر، استخدم آبي لغة تجرد خصومه من الإنسانية، واصفا حركة تحرير تيغراي بـ “السرطان” و”العشب” الذي يجب سحقه. ويصر مكتبه على أنه يقصد فقط الجماعة المسلحة وليس كل إثنية التيغراي. لكن بعض أتباعه قد لا يميزون. وفي أجزاء أخرى من إثيوبيا، ارتكب الجانبان جرائم حرب، بعضها موجه عرقيا. والآن يحث آبي جميع المواطنين على “فضح” العميل الذي “يبقى في وسطنا ويعمل لصالح عدونا”.
ففي منشور على “فيسبوك” قامت شركة التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين بإزالته لانتهاكها سياساتها ضد التحريض على العنف، حث الناس على استخدام “أي سلاح” من أجل “دفن التنظيم الإرهابي”.
كما تحاول الحكومات الغربية منع ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان من السير في طريق يوغوسلافيا.
كذلك توجه جيفري فيلتمان، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون منطقة القرن الأفريقي، إلى أديس أبابا للقاء آبي. قد يجد المحادثة صعبة فالأجانب الذين تحدثوا مع آبي في الأشهر الأخيرة يصفونه بأنه ينضح بحماسة مسيحية. يقول أحد الدبلوماسيين: “لا يستطيع أن يفهم سبب عدم دعم الغرب له في محاربة قوى الظلام”، مضيفا أن آبي غيّر الموضوع باستمرار من إنهاء الصراع إلى “مهمته لإخراج الإثيوبيين من الظلام إلى النور”.
آبي لم يتأثر حتى الآن بالعقوبات، مثل قطع مساعدات الاتحاد الأوروبي أو تعليق أمريكا وصول إثيوبيا التفضيلي إلى أسواقها. كما أن حركة تحرير تيغراي التي تعتقد أن قواتها على وشك الانتصار، لم تبذل سوى القليل من الجهد للتفاوض. ويعتقد دبلوماسيون أنها ربما تؤخر هجوما فوريا على العاصمة لإعطاء آبي فرصة للاستسلام والهرب.
لا أحد يعرف ما إذا كان بالإمكان تفادي كارثة. لكن يجب على القوى الخارجية أن تحاول، بمزيج حازم من الضغط والإقناع. ويجب على الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية إثيوبيا حتى يرفع الحظر المفروض على دخول المساعدات إلى تيغراي، بينما يوضح أيضا أنه لن يعترف بحكومة تيغراي إن استولت على السلطة بالقوة.
ويجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض حظر على الأسلحة، ومحاولة إقناع الطرفين بالتفاوض. وينبغي لروسيا والصين، اللتين قاومتا ممارسة الكثير من الضغط، أن تدركا أن لديهما الكثير لتخسراه أكثر مما يمكنهما كسبه من تفكك إثيوبيا الفوضوي. إن مصير بلد يبلغ تعداد سكانه 115 مليون نسمة على المحك. يجب على العالم ألا يتخلى عنه.
الوسومThe Economist: يجب التحرك فورا لتجنب حمام دم في إثيوبيا آبي أحمد اثيوبيا مقالات رأي
شاهد أيضاً
مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟
العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …