BY: VANESSA JAKLITSCH
الشرق اليوم – يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد مرور سنة كاملة على فوزه بالمنصب العديد من التحديات.
فقد شارك بايدن هذا الأسبوع في قمة غلاسكو الدولية، التي تعنى بظاهرة تغير المناخ، حيث وجد نفسه في وضع محرج.
واعتذر بايدن عن انسحاب الولايات المتحدة في عهد سلفه دونالد ترامب من اتفاق باريس للمناخ، معتبرا ذلك أمرا كارثيا، ووعد قادة العالم باستعادة القيادة، والسعي لتعويض الوقت الضائع.
مرّت سنة على تولي بايدن مقاليد البلاد بعد الفوز في انتخابات استثنائية في التاريخ الأمريكي، ميّزها الجدل الذي أثاره دونالد ترامب، عند رفضه ترك البيت الأبيض، واتهام منافسه بتزوير النتائج، وحث أنصاره على الاستيلاء على السلطة بالقوة من خلال اقتحام مبنى الكابيتول.
وإلى الآن، لا يبدو أن الرئيس الديمقراطي قادر على تحقيق تقدم في خطته المتعلقة بالبنية التحتية والقرارات السياسية ذات الأولوية في أجندة إدارته.
وبعد احتفال بايدن بعيد ميلاده الـ78، لم يمنع الكثيرون أنفسهم من التشكيك في قدرته الجسدية والعقلية على إدارة أهم منصب في هرم السلطة، وقد استخدم خصومه هذه الحجة ضده عدة مرات.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت بعض الصور دورا كبيرا في تعزيز الشكوك حول الوضع الصحي للرئيس الأمريكي، ومدى قدرته على الترشح لولاية ثانية، من بينها ظهوره نائما في أحد مؤتمرات تغير المناخ في أسكتلندا، وتعثره عند صعود درج الطائرة الرئاسية.
لكن تلك المزاعم، التي يعول عليها الحزب الجمهوري بقيادة ترامب، وُجهت إلى بايدن قبل فترة طويلة من توليه رئاسة البلاد.
بايدن عُرف بكونه رائدا في التعامل مع بعض التحديات الوطنية والدولية، بصفته عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير لمدة أربعة عقود، ثم نائبا للرئيس باراك أوباما طيلة عهدتين. ولا يزال الرئيس الأمريكي يكافح من أجل نيل الإجماع الضروري في الكونغرس للمصادقة على أهم قرارات إدارته.
إن وعود بايدن الانتخابية لم يتحقق منها شيء؛ بسبب الخلافات والانقسامات داخل حزبه حول بعضها، والتي من الواضح أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها. وقد أعلن السيناتور جو مانشين، في مؤتمر صحفي، رفضه دعم مشاريع القوانين في مجلس الشيوخ؛ بسبب التشكيك في خطة الإنفاق الاجتماعي لبايدن، التي تبلغ قيمتها 1.75 تريليون دولار، ما يضع حزبه في موقف حرج.
ونأى مانشين بنفسه عن تكتل الديمقراطيين المكون من 50 عضوًا في مجلس الشيوخ؛ بسبب “عدم معرفة التأثير الذي ستحدثه خطة بايدن في الاقتصاد”. ولن يتمكن بايدن من نيل الموافقة على خطته، التي ظلت عالقة في الكونغرس منذ شهور دون تصويت مانشين.
كذلك إن نتائج استطلاعات الرأي لم تكن لصالح بادين؛ فقد تراجع تأييد الأمريكيين له إلى 43.4 بالمئة، حسب استطلاعات مؤسسة “فايف ثيرتي آيت” البحثية. كما تراجعت شعبية بايدن بشكل مطرد منذ شهر تموز/ يوليو، عندما بدأ متغير دلتا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد، ما تسبب في أحدث موجة من الإصابات بفيروس كوفيد19.
ويعود سبب تراجع شعبية الرئيس الأمريكي إلى القرار المتسرّع بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وانهيار الحكومة الأفغانية بعد استيلاء طالبان على السلطة ومقتل 13 جنديا أمريكيا بشكل مأساوي في تفجير انتحاري في مطار كابول. وقد بلغت نسبة رفض التصويت لبايدن إلى أعلى معدل منذ وصوله إلى البيت الأبيض بنسبة 50.7 بالمئة.
بايدن يواجه التحدي الأكبر في مسيرته السياسية بقيادة حزب متعدد الأيديولوجيات يضم الفكر التقدمي والمعتدل، إلى جانب توجهات أخرى. ومن خلال توحيد الآراء والأصوات، يمكن للحزب تشكيل أولويات أجندة بايدن، والتغلب على جميع العقبات التي تعترضه خلال السنوات الثلاث المقبلة.