بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – لا شك في أن الحضور اللافت للرؤساء والملوك لإكسبو 2020 دبي انعكاس طبيعي لثقل الدولة إقليمياً وعالمياً وأهمية الإمارات في السياسة الدولية لحكمتها وأهدافها البناءة ولا سيما أنها نجحت رغم الظرف الاستثنائي في تنظيم باهر لهذا الحدث العالمي في أمن وسلام وواجهت هذه التحديات بعزيمة وإصرار واقتدار، فهذا الحضور ثمرات عصفها الذهني في مُنتج وطني أبهر العالم.
حرص قادة العالم على المشاركة القوية في هذا الحدث العالمي، هو اعتراف دولي جديد بقدرة الإمارات على تحويل التحديات إلى فرص، ويضاف إلى سجل الدولة ومؤسساتها الحافل بالإنجازات ويرسخ دور الدولة منصةً محفزةً على الابتكار ووجهة جاذبة للمبتكرين وحاضنة للمبدعين من جميع أنحاء العالم. المبادرات التي قامت بها دبي لتعزيز البيئة المحفزة على الإبداع والابتكار وإثرائها بمختلف الإمكانات اللازمة والتشجيع على توليد الأفكار المبتكرة والخلاقة، أعطت ثقة للعالم بغد أفضل إذ رست جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة، فلا غرابة أن نشاهد هذا الحضور الكبير للرؤساء والمسؤولين الحكوميين لهذا الحدث المذهل إذ دأبت الدولة أن تلعب هذا الدور في العمل معاً لإيجاد حلول لتحدياتنا المشتركة بطريقة شاملة ومسؤولة وتهيئة البيئة الخصبة لتمكين مبادرات التطوير.
إكسبو دبي جمع أكثر من 192 دولة في سقف واحد متحدين وراء هدف واحد يتمثل بإيجاد حلول عاجلة لأكثر القضايا العالمية إلحاحاً فهو يشكل محطة فاصلة انتظرها الجميع لاستئناف النشاط العالمي وعودة التعافي الاقتصادي، وقد نجح في استقطاب أهم وأبرز العقول في مجال ريادة الأعمال ووفر منصة لتعزيز الريادة الفكرية والتعاون لرسم خريطة طريق لمستقبل العالم ما بعد الجائحة، إذ أصبحت الحاجة إلى التعاون الدولي في الفترة الحالية أكثر أهمية من أي وقت مضى وتؤمن الدولة بأهمية قوة التعاون العالمي في صوغ حلول مفيدة لجميع الأطراف، ومواجهة التحديات، وإيجاد الفرص للبشرية وخلق الظروف اللازمة لاحتضان تلك الأفكار وتجسيدها واقعاً بما يسهم في بناء اقتصاد مستدام قادر على جذب المزيد من الفرص.