الرئيسية / مقالات رأي / في الصميم: ماذا فعلت بلبنان يا قرداحي؟

في الصميم: ماذا فعلت بلبنان يا قرداحي؟

بقلم: طلال عبد الكريم العرب – الجريدة الكويتية

الشرق اليوم- الحقيقة أن المرء يقف محتاراً ومشدوهاً أمام ما يفعله بعض اللبنانيين في بلدهم، ومن أجل ماذا؟ من أجل دولة أجنبية لم يهمها يوما لا لبنان ولا اللبنانيون، فما يهمها هو فرض سيطرة وهيمنة على منطقة تستخدمها من أجل مصالحها الخاصة بها.

جورج قرداحي أحد أمثلة هذا البعض من اللبنانيين، فهو لم يمانع أن يخسر بلده أشقاءه العرب، والخليجيين تحديدا، من أجل عيون إيران التي وفّرت له منصباً وزارياً لم يكن يحلم به، وليس مهماً عنده كم الأبرياء العرب الذين سقطوا شهداء أو شردوا من ديارهم على يد ميليشيات عميلة لإيران، فليذهب العرب وليذهب لبنان واستقراره واقتصاده وأهله الى الجحيم طالما هو أسياده في طهران سعداء.

يبدو أن هناك غمامة سوداء تحجب الرؤية عن بعض المخدوعين اللبنانيين، كان عليهم أن يقارنوا بين ما قدمته إيران للبنان، وماذا استفاد لبنان من دول الخليج تحديداً، فوائد لبنان من الخليج كثيرة، فهي لا تعد ولا تحصى، بدءاً من احتضان مئات الآلاف من العمالة اللبنانية، مروراً بالتبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية، وانتهاء بالدعم المالي والسياسي اللا محدود، أما إيران فكل مساعداتها ذهبت الى حزبها الشيطاني، وليس الى لبنان ولا شعبه، مساعداتها عبارة عن سلاح وتدمير وفساد وشراء ذمم سياسيين تحكم بهم لبنان، فمساعداتها لذلك الحزب العميل لم تكن لسواد عيونه أو عيون زعيمه حسن، ولكن من أجل تحويل لبنان الى قاعدة متقدمة له على البحر الأبيض، وليكون عازلا للفلسطينيين والعرب عن الإطلالة المباشرة على الحدود الإسرائيلية، ومنصة للإرهاب ضد العرب، ومزرعة للمخدرات وحبوب الهلوسة.

ومع احترامنا لرئيس الوزراء اللبناني الجديد، نجيب ميقاتي، فلبنان عمليا وواقعيا يحكم من طهران عن طريق وكيلهم حسن نصرالله، ومن ينكر ذلك، فهو ينكر الحقيقة، فهو من نفذ التمثيلية السمجة مع إسرائيل سنة 2006، فيما سمي معركة النصر الإلهي التعيسة، وهو من احتل بيروت عاصمة لبنان العربي سنة 2008 في عهد رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، وهو من يسيطر حاليا على منافذ لبنان البرية والجوية والبحرية، وهو من خزّن في المرفأ تلك المواد القاتلة التي دمرت قلب بيروت، والآن هو من أوقف التحقيق في تلك الجريمة المدمرة، وهو من عرقل ويعرقل على مدى سنوات كل تشكيل حكومي أو نيابي لا يتماشى مع المصالح الإيرانية المباشرة.

نقولها وبكل أسف، بأن لا إيران ولا حزبها مستعدان للتفريط في لبنان الذي كان يوماً ما جميلا، ولن يتم تحريره من براثن السوء إلا بصفقة جديدة، أو بقوة دولية، أو بحرب أهلية، فلبنان أصبح فعلاً بسبب بعض أبنائه عالة على نفسه وعلى دول الخليج، فهو الآن مستعمرة إيرانية مضرة بالعرب.

أما قرداحي فنعلم أنه ليس إلا أداة، والأداة لا تملك من أمرها شيئا، وأما لبنان والشعب اللبناني العربي فلا نقول إلا أعانكم الله على من سلم بلدكم للأجنبي.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …