الشرق اليوم – قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى “فالداي” اليوم الخميس، إن القرار حول رفع اسم حركة “طالبان” من قائمة التنظيمات الإرهابية يعود للأمم المتحدة، لكنني اعتبر أن الأمور تتجه نحو ذلك.
وأوضح “المسألة لا تكمن في موقف روسيا، وكما ترون نحن نتعاون مع ممثلي طالبان وندعوهم إلى موسكو ونتواصل معهم داخل أفغانستان. يكمن الأمر في أن هذه القرارات تم اتخاذها على مستوى الأمم المتحدة، ونحن جميعا نتوقع من طالبان، التي تسيطر على الأوضاع في أفغانستان، أن الأمور ستتطور في سياق إيجابي”.
وأضاف أن روسيا ستتخذ قرارها حول إزالة “طالبان” من قائمة التنظيمات الإرهابية انطلاقا من هذا الأمر، مشيرا إلى أن بلاده ستكون متضامن مع الأمم المتحدة.
وتابع “يبدو لي أننا نتجه إلى ذلك، وموقف روسيا سيتمثل في التحرك في هذا الاتجاه، لكن يجب اتخاذ هذا القرار بنفس الصيغة التي تم بها إدراج الحركة في قائمة لتنظيمات الإرهابية”.
بوتين – أردوغان ومجلس الأمن الدولي
كذلك أكد بوتين أنه يختلف في الرأي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حول “الأعضاء الخمسة” الدائمين في مجلس الأمن الدولي وضرورة إلغاء حق النقض.
وقال “إذا تحدثنا عن “الأعضاء الخمسة” الدائمين في مجلس الأمن وحق النقض، فعندئذ لا أرغب في زعزعة هذا الأساس. نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية جعل مجلس الأمن أكثر توازنا”.
وأضاف “الحلول المختلفة ممكنة، وفي حال نسف حق النقض الفيتو، ستموت المنظمة في اليوم ذاته وستتحول إلى عصبة الأمم وهذا كل شيء. ستكون مجرد منصة للمناقشات”.
وجدد الرئيس الروسي تأييده لأردوغان فيما قاله حول أنه “بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة، كان هناك توازن معين للقوى، لكنه الآن يتغير”. محذرا من أنه “لا ينبغي ارتكاب الأخطاء في إصلاح الأمم المتحدة… لا داعي للجدل في هذه القضية”.
بوتين و”حزب الله”
كما أكد الرئيس الروسي أن “حزب الله” قوة سياسية كبيرة في لبنان، مشددا على ضرورة حل الخلافات عبر الحوار دون إراقة للدماء.
وقال “في ما يتعلق بكارثة انفجار مرفأ بيروت، أود أن أعرب من جديد عن تعازيي للشعب اللبناني حيث سقط هناك عدد كبير من القتلى إضافة إلى وقوع أضرار هائلة. تعلمت بالأمور من وسائل الإعلام، بما في ذلك أنه تم منذ عدة سنوات نقل شحنة من نترات الأمونيوم إلى الميناء وأن السلطات لم تتعامل للأسف مع ذلك انطلاقا من رغباتها حسبما فهمت لبيع الشحنة بشكل مربح… هذا ما نجمت عنه الكارثة قبل كل شيء برأيي”.
وتابع “وعن المساعدة في التحقيق، فلا أفهم بصراحة كيف يمكن أن تساعد أي صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في حال وجودها لدينا أصلا، لكنني أعد بأن أدرس الموضوع وإن استطعنا المساعدة في التحقيق فلن نتوانى عن ذلك”.
وقال “وفي ما يتعلق بحزب الله وإيران والأوضاع في لبنان، فهناك مواقف مختلفة تتبناها الدول تجاه حزب الله الذي يمثل قوة سياسية كبيرة في لبنان، لكننا بلا شك ندعو دائما بما في ذلك في لبنان، إلى حل كل النزاعات عبر الحوار”.
وأضاف “نحن على اتصال مع كل الأطراف السياسية تقريبا في لبنان، وسنواصل ذلك من أجل التوصل إلى تسوية الأمور دون إراقة للدماء، ولا أحد يصب ذلك في مصلحته، خاصة أن الأوضاع في الشرق الأوسط على حافة التوتر الدائم في الآونة الأخيرة، لكننا بالطبع سنفعل كل ما بوسعنا لإقناع كل أطراف العملية السياسية الداخلية في لبنان بضرورة تغليب المنطق والسعي للتوصل إلى اتفاق”.
بوتين وقانون العملاء الأجانب
من جانب آخر أكد بوتين أن قانون العملاء الأجانب ينظم الحصول على التمويل من الخارج وفقا للتشريعات الروسية، التي لا تحظر هذا التمويل.
وقال في معرض رده على سؤال بهذا الشأن: “الأمر فقط هو أن هذه الأموال التي يتم تلقيها من خلف الحواجز وعبر الأفق، يجب ترسيمها. والمجتمع الروسي يجب أن يكون على علم بمصدرها وغايتها”.
ووعد بوتين بدراسة “المعايير الغامضة” في قانون العملاء الأجانب الساري في البلاد.
يذكر أن القانون المشار إليه يفرض على أي جهة وطنية أو أجنبية في روسيا تتلقى تمويلها من الخارج، التصريح بمصادر أموالها وغاياتها، وتسجيل الجهات المتلقية لدى الأجهزة الرسمية والضريبية الروسية.
الرئيس الروسي ومنصة “يوتيوب”
من جانب آخر شدد الرئيس الروسي على أن قرار “يوتيوب” تعليق بث قناتي RT في ألمانيا “انتهاك لحرية التعبير”، وقال إنه “عندما يتعلق الأمر بالتدابير الانتقامية، عليك أن تكون حذرا”.
وأضاف في رده على سؤال توجهت به رئيسة تحرير شبكة RT الفضائية الروسية مارغاريتا سيمونيان: “بالنسبة للرد الروسي، فنحن بحاجة إلى توخي الحذر، في حال ارتكب شخص ما أخطاء في مكان ما… علمت بإغلاق حسابات RT لمنعها من العمل. من ناحية أخرى، هم ينتهكون حرية التعبير”.
وأشار إلى أنه “من الضروري الكشف عن المزيد من المعلومات حول تعرضك للقمع حتى لا تأتي الإجراءات الانتقامية بنتائج عكسية”.
من جهتها، قالت سيمونيان إنها “لا تسافر إلى الولايات المتحدة حتى لا يتم سجنها هناك بسبب قانون العملاء الأجانب”، مشيرة إلى أن “هناك مذكرة استدعاء لاستجوابها في أمريكا نظرا لعدم استحصال RT على صفة عميل أجنبي في الولايات المتحدة من تلقاء نفسها، قبل أن يتم تسجيلها بهذه الصفة من قبل الهيئات المعنية هناك”.
وأضافت: “عقوبة عدم التسجيل عميلا أجنبيا في الولايات المتحدة السجن لمدة خمس سنوات”.
وأوضحت أن قناة “RT America” مدرجة في القائمة الأمريكية للعملاء الأجانب، وأن وزارة العدل الأمريكية أضافت القناة لهذه القائمة عام 2017 بموجب قانون عام 1938، في حين لم يتم تسجيل العديد من وسائل الإعلام الأجنبية الأخرى المملوكة للدولة مثل BBC البريطانية، CCTV الصينية، القناة التلفزيونية الفرنسية فرنسا 24، ومحطة الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله”، بهذه الصفة.
ولفتت إلى أن “RT حرمت من الاعتماد في الكونغرس الأمريكي، وأنه تم أيضا إدراج الشركات الشريكة لـSputnik USA في قائمة العملاء الأجانب”.
المصدر: وكالات