بقلم: سليمان جودة – المصري اليوم
الشرق اليوم – من دواعي سوء الحظ السياسي أن يتزامن أداء نجلاء بودن اليمين الدستورية، رئيسًا للحكومة الجديدة في تونس، مع قرار مفاجئ من جانب الجهة المسؤولة عن انعقاد القمة الفرانكوفونية هذه السنة!
القرار هو تأجيل عقد القمة من نوفمبر المقبل إلى الشهر نفسه من العام القادم.. والقصة ليست في التأجيل في حد ذاته، ولكنها في أن الدورة رقم ١٨ من القمة كانت ستنعقد، بعد أيام، في جزيرة جربة التونسية، فكان تأجيلها نوعًا من الفأل غير الحسن للحكومة الوليدة!
فإذا عرفنا أن المنصف المرزوقي، رئيس تونس السابق، كان وراء التأجيل، وأنه سعى لدى فرنسا في هذا الإتجاه بسبب خلافاته مع الرئيس قيس سعيد، وخصوصًا قراراته الإصلاحية الأخيرة، تبين لنا أن تأجيل انعقاد القمة لم يكن إجراءً عاديًا بسبب ضيق الوقت كما قيل.. فهو عمل مقصود فيما يبدو!.. و«المنصف» لا ينكر أنه يحرض المجتمع الدولي على نظام حكم الرئيس سعيد، ويردد على الدوام أنه سيظل يفعل ذلك ويعلنه!
والظاهر أن فرنسا كانت جاهزة نفسيًا للتجاوب مع مطلب «المنصف» بتأجيل القمة إلى وقت لاحق؛ لأن الرئيس الفرنسي ماكرون كان قبل أيام قد قرر خفض التأشيرات الممنوحة إلى مواطني تونس والجزائر والمغرب إلى النصف.. وكان مبرره أن في بلاده مواطنين تونسيين وجزائريين ومغربيين تريد باريس إعادتهم إلى بلادهم، ولكن الدول الثلاث ترفض ما يريده!
ولا أحد يعرف كيف يمكن لحكومة جديدة مثل حكومة «بودن» أن تعمل بشكل طبيعي فى مثل هذه الأجواء غير الصديقة!.. فضلًا بالطبع عن أن الأجواء الداخلية في تونس ليست في الوضع المثالي الذي يسعف الحكومة في انتظام عملها!
وإذا كان للمرء المتابع أن يأمل في شيء وسط هذه الأجواء على بعضها، فهذا الشيء هو ألّا تراهن دولة الرئيس نجلاء بودن على البنك الدولي في تحقيق ما تريده لمواطنيها على المستوى الاقتصادي تحديدًا.. إن هناك انطباعًا لدى المتابعين بأن اختيار «بودن» لرئاسة الحكومة التونسية كان في الأساس لأن لها علاقات عمل قوية مع البنك.. ومع كل الاحترام للبنك والخبراء الاقتصاديين العاملين فيه، فلم يتبين لأحد بعد أنه طريق إلى نهضة الدول على مستوى اقتصاداتها.. لم يتبين بعد!.. وقبل ساعات، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني «موديز» تخفيض تصنيف تونس، وقيل في شرح قرار الوكالة إن هذه الخطوة تعني صعوبة حصول الحكومة التونسية على تمويلات خارجية خلال الفترة المقبلة!
تونس في حاجة إلى معجزة، وأعتقد أن أبناءها قادرون لسبب أساسي، هو أنهم حصلوا ويحصلون على تعليم جيد منذ أيام الحبيب بورقيبة!