الرئيسية / مقالات رأي / الدور الصيني.. هل ساعد عبد القدير خان في نقل التكنولوجيا النووية لبعض الدول؟

الدور الصيني.. هل ساعد عبد القدير خان في نقل التكنولوجيا النووية لبعض الدول؟

بقلم: بيتر هويسي – National Interest

الشرق اليوم- إن إسلام آباد وشبكة العالم النووي الباكستاني الراحل عبد القدير خان، قامتا معا بمساعدة من الصين ببناء قنابل نووية لباكستان وساعدتا في نشر التكنولوجيا النووية في بعض دول العالم.

ويوضح كاتب المقال أن إدراك كيف هندست الصين أو ساعدت في انتشار التكنولوجيا النووية أمر مهم لأنه يكشف عن كيفية استخدام بكين للأسلحة النووية أداة للدبلوماسية وفن الحكم.

وقال الكاتب: إن قصتين نوويتين ظهرتا مرة أخرى باعتبارهما قضايا رئيسية للولايات المتحدة. أولا، طور الإيرانيون قدرة تخصيب لا تترك لهم سوى بضعة أشهر من الحصول على رأس نووي، لتكملة أكبر مخزون للصواريخ الباليستية في المنطقة. وثانيا، كوريا الشمالية -التي تمتلك بالفعل ترسانة من الرؤوس النووية- تختبر كثيرا من الصواريخ الجديدة، بعضها قادر على نشر رأس حربي نووي والوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة. وكلا التهديدين خطيران، وأصولهما مرتبطة ببعضها بعضا.

وأضاف: أن القاسم المشترك بينهما هو عبد القدير خان، العالم النووي وأبو الأسلحة النووية الباكستانية، الذي توفي مؤخرا عن عمر يناهز الـ85.

ومضى هويسي يقول إن الناس يعتقدون أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي أبرمت عام 1970 كانت ناجحة، لكن 3 دول امتلكت بعدها رسميا أسلحة نووية (باكستان والهند وكوريا الشمالية). أما إسرائيل -التي لم تؤكد أو تنكر قدراتها في مجال الأسلحة النووية- فتقوم بدور ناشر رابع لهذه الأسلحة، علما بأن هذه الدول الأربع ليست طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا، التي كانت تمتلك أسلحة نووية ذات يوم، تم إقناعها بالتخلي عن أسلحتها بطريقة غير مسبوقة.

الدور الصيني

وأردف بقوله إن على الولايات المتحدة أن تفحص أصول البرنامج النووي الباكستاني، على وجه الخصوص، لفهم تهديدات الانتشار النووي التي واجهتها في الماضي وستواجهها في المستقبل “وهذا بدوره يتطلب فهم الدور الذي لعبته الصين في انتشار الأسلحة النووية”.

وأوضح أنه -وفقا لتوم ريد وزير القوات الجوية الأمريكية السابق ونائب مستشار الأمن القومي للرئيس السابق رونالد ريغان- قررت الصين عام 1981 تسليح حليفتها باكستان بأسلحة نووية ونشر المزيد من تكنولوجيا الأسلحة النووية لدول مثل ليبيا وكوريا الشمالية وإيران، قائلا إنه بالنسبة للصين، كان توفير الأسلحة النووية للدول التي عارضت الولايات المتحدة أداة معقولة تماما لفن الحكم من أجل إعاقة القدرة العسكرية الأمريكية والنفوذ الدبلوماسي.

وأضاف: أن عبد القدير خان وباكستان استخدما مساعدة الصين لإنشاء منظمة طورت في البداية ترسانة نووية لإسلام آباد، ولكن بعد ذلك نقلت المعرفة والتكنولوجيا في مجال الأسلحة النووية إلى دول أخرى كانت جميعها متحالفة مع الاتحاد السوفياتي والصين وفي صراع مع الولايات المتحدة.

كوريا الشمالية

وأوضح الكاتب أن كوريا الشمالية استبدلت قدراتها الصاروخية الباليستية، والتقنيات التي تم تأمينها من الاتحاد السوفياتي والصين، مع باكستان في مقابل الخبرة في مجال الأسلحة النووية بمباركة الصين. وقد خدم ذلك أهداف باكستان في بناء الصواريخ اللازمة لردع جارتها الهند، بينما اكتسبت كوريا الشمالية الوسائل لتخويف كوريا الجنوبية وردع الولايات المتحدة.

ليبيا

ويقول الكاتب: إن ليبيا اشترت أيضا أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم من مورد ماليزي يعمل مع شبكة خان الباكستانية. واكتشف جهد أمريكي وإيطالي أواخر صيف 1983 سفينة -حسب ما أفادت “بي بي سي الصين” (BBC China)- تحمل المعدات، ووجدت أجهزة الطرد المركزي متجهة إلى زعيم ليبيا العقيد الراحل معمر القذافي نفسه، ولذلك، لم يتقدم البرنامج الليبي كثيرا.

إيران

ويتابع الكاتب: أن برنامج إيران النووي تم إنشاؤه سرا بحيث أصبح للدولة -بحلول عام 2003- سياسة رسمية لتطوير ترسانة صغيرة من 5 رؤوس حربية نووية. وحذرت جماعات المعارضة الداخلية في إيران الغرب من البرنامج الإيراني، وبعد ذلك أكد مفتشو الأمم المتحدة جهود إيران المستمرة للتخصيب.

ومع ذلك -يختتم الكاتب- بعد عام 2003، أخذ الإيرانيون برنامجهم النووي تحت الأرض واستمروا في جهودهم لبناء ترسانة نووية سرا. ورغم الجهود الإيرانية، فإن الهجمات الإلكترونية المفاجئة وغيرها من الهجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية أدت إلى تراجع البرنامج، حتى مع منح مفتشي الأمم المتحدة الحاليين وصولا جزئيا فقط إلى التكنولوجيا النووية الإيرانية.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …