الرئيسية / مقالات رأي / ألمانيا بين رؤيتين

ألمانيا بين رؤيتين

بقلم: د. أيمن سمير – صحيفة “البيان”

الشرق اليوم – لم تحسم نتائج الانتخابات الألمانية، التي جرت في سبتمبر الماضي بشكل قاطع من هو الائتلاف الذي سيقود ألمانيا، ومن سيجلس في مقاعد المعارضة، كما يتنافس كل من أرمين لاشيت زعيم التحالف المسيحي الديمقراطي، وأولاف شولتز، مرشح الحزب الاشتراكي الاجتماعي على منصب المستشار، ولا ينتخب المستشار في ألمانيا بشكل مباشر من الشعب، لكن الحزب أو الائتلاف الذي يستطيع تخطي عتبة 50% من أعضاء البرلمان هو الذي يشكل الحكومة، ويختار المستشار، ورغم أن الدستور الألماني لا يعطي الحزب الثاني حق تشكيل الحكومة، وتولي منصب المستشار إلا أنه منحه فرصة لتقديم عرض لتشكيل الحكومة، وتولي منصب المستشارية للأحزاب الأخرى، فما هي سيناريوهات تشكيل الحكومة الألمانية؟

4 سيناريوهات

لأول مرة منذ عام 1950 يحدث تفتت في الأصوات بهذا الشكل، الذي يجبر كلا الحزبين الكبيرين الاشتراكي الاجتماعي «الاشتراكيين»، والاتحادي المسيحي الديمقراطي «المحافظين» على الدخول في ائتلاف مع حزبين آخرين إذا أراد أي منهما الحصول على منصب المستشار، وتشكيل الحكومة، وتراجع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل إلى المرتبة الثانية بـ24.1% من الأصوات، وهي أقل نسبة يحصل عليها الحزب منذ 70 عاماً خلف الحزب الاشتراكي الاجتماعي، بقيادة أولاف شولتز بنسبة 25.7%، بينما حصل حزب الخضر على المرتبة الثالثة بـ 14.8%، وحل الحزب الديمقراطي الحر «الليبراليين» في المرتبة الرابعة بـ11.5%.

إشارة المرور وجاميكا

وبناء على تلك النتائج، فإن السيناريو الأول هو ما يطلق عليه «إشارة المرور»، وهي الأحزاب التي تشكل ألوانها إشارة المرور بمعنى نجاح المفاوضات الحالية لتشكيل تحالف من الحزب الاشتراكي الاجتماعي مع حزبي الخضر والأحرار، وإذا فشل هذا السيناريو تصبح الفرصة مواتية للمحافظين، للتحالف مع الخضر والأحرار الديمقراطيين، وهو ما يطلق عليه «تحالف جاميكا»، وهي الأحزاب التي تشكل ألوانها علم جاميكا، ويرتبط بهذا السيناريو ما يمكن وصفه بسيناريو «ماركوس زودر»، ويقوم على أن عدم ثقة الخضر، والأحرار الديمقراطيين «الليبراليين» في قيادة أرمين لاشيت لأي ائتلاف يجمعهم مع الاتحادي، وهو ما قد يدفع بماركوس زودر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، والشريك الأصغر في الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لقيادة ائتلاف يجمع بين المحافظين مع الخضر والأحرار، ولا يمانع أرمين لاشيت في هذا السيناريو رغم أن نتيجته هو استبعاده من منصب المستشارية ورئاسة الحكومة، أما السيناريو الرابع فهو السيناريو الحالي، الذي يجمع الحزبين الكبيرين المحافظين مع الاشتراكيين مع تعديل طفيف بأن يكون المستشار أولاف شولتز، ويكون أرمين لاشيت وزيراً في الحكومة، كما هو الحال الآن مع شولتز، الذي عمل وزيراً في حكومة ميركل، وباستثناء السيناريو الرابع فإن حزبي الخضر والحر الديمقراطي سيصبحان بالفعل «صناع الملوك» في ألمانيا.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …