الشرق اليوم- تعصف أزمة طاقة لم يشهدها العالم منذ السبعينات، باقتصادات عالمية وسط انتعاش في النشاط الاقتصادي، وذلك بحسب موقع ذا كونفرسيشن.
وترتفع الأسعار مع خروج المزيد من السكان الذين تلقوا التطعيمات ضد فيروس كورونا من إجراءات الإغلاق، مما يدعم النشاط الاقتصادي.
فقد ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية والآسيوية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات، كما ارتفعت أسعار الفحم على خلفية نقص الطاقة في الصين والهند وألمانيا، وفقا لموقع (ذا كونفرسيشن).
ويعزى الارتفاع في الطلب في الغالب إلى تعافي الاقتصادات، والطقس القاسي المتوقع في جميع أنحاء أوروبا وشمال شرق آسيا. فيما تتردد روسيا في تزويد أوروبا الغربية بالغاز.
وبينما تقوم الصين بتخزين احتياطيات الفحم والغاز، تعرضت أكبر منطقة منتجة للفحم فيها لفيضانات شديدة، مما يهدد إمدادات الطاقة المتأزمة بالفعل في البلاد، وتشريد أكثر من 120 ألف شخص حيث طالب السكان بالمساعدة من مناطق أخرى، حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
ففي بريطانيا، أدى نقص سائقي الشاحنات الذين ينقلون الوقود إلى إقبال مذعور على الشراء. فبعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، عاد العديد من سائقي الشاحنات الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية.
ومما زاد من تفاقم مشكلة بريطانيا ما يسمى بـ”صيف بلا رياح” حيث كان إنتاج الطاقة المتجددة أقل بكثير من المعتاد، مما شكل ضغطا كبيرا على توليد الكهرباء حيث أن حوالي 40 في المئة من طاقتها تنتج عن طريق الرياح.
وكانت بريطانيا تخلت تدريجيا عن الفحم كمصدر للكهرباء، ومع انخفاض الإمدادات الطارئة ستجد صعوبة في العودة فجأة إليه، حسبما يقول موقع (ذا كونفرسيشن).
وتشهد أسعار الوقود المستخدم في توليد الكهرباء ارتفاعا على مستوى العالم نتيجة زيادة الطلب على الكهرباء بسبب النمو الصناعي، مما أدى إلى تراجع إمدادات الفحم والغاز الطبيعي المسال.
كما ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، لتواصل بذلك تحقيق مكاسب لليوم الرابع على التوالي في ظل انتعاش الطلب العالمي الذي يسهم في نقص الطاقة في الاقتصادات الكبرى، بحسب رويترز.
وزاد خام برنت 21 سنتا، بما يعادل 0.3 في المئة، إلى 83.86 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:32 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات بعد ارتفاعه 1.5 في المئة، الاثنين.
وارتفع الخام الأميركي 13 سنتا، بما يعادل 0.2 في المئة، إلى 80.65 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ قرابة سبع سنوات بعد أن ارتفع أيضا بنسبة 1.5 في المئة في الجلسة السابقة.
وقال كريغ إيرلام كبير محللي السوق في أواندا: “لا يزال هناك الكثير من الزخم وراء ارتفاع أسعار النفط والعوامل الأساسية لا تزال مواتية بشدة… هل ستكون مفاجأة أن نرى النفط يعود لخانة المئات في وقت لاحق من هذا العام؟ على الأرجح لا”.
وقررت منظمة أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، الأسبوع الماضي، الإبقاء على زيادة معتدلة وتدريجية في الإنتاج.
ونقلت رويترز عن كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك قوله: “ستواصل أسعار النفط الارتفاع على الأرجح في الأجل القصير”.
إلا أن موقع ذا كونفرسيشن يقول إنه إذا حلت بريطانيا وألمانيا مشاكل إمدادات الغاز مع روسيا، فربما بحلول منتصف عام 2022، ستنخفض أسعار الغاز والنفط.
كما صعدت أسعار الفحم والغاز والكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة، في الأسابيع القليلة الماضية، مدفوعة بنقص واسع النطاق للطاقة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، مما جعل النفط أكثر جاذبية كوقود لتوليد الطاقة.
وتشهد بعض الولايات في الهند انقطاعا للكهرباء بسبب نقص الفحم، في حين أمرت الحكومة الصينية شركات التعدين بتعزيز إنتاج الفحم مع ارتفاع أسعار الطاقة.
وزادت أسعار الغاز 400 في المئة، هذا العام، في أوروبا لأسباب منها انخفاض المخزونات والطلب القوي من آسيا.
وتشير تقديرات المحللين إلى أن التحول من استخدام الغاز الطبيعي إلى النفط لتوليد الكهرباء قد يزيد الطلب العالمي على الخام بين 250 و750 ألف برميل يوميا.
وقالت قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، الاثنين، للعملاء إنها لا تستطيع المساعدة في تخفيف الارتفاع في أسعار الطاقة وتوريد مزيد من الوقود إلى السوق.
وأشار وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي إن بلاده بلغت الحد الأقصى و”قدمنا لكل عملائنا الكميات المقررة لهم”.