BY: Nicolas Barotte
الشرق اليوم – إن “السرعة الفائقة” والقدرة على الطيران، بأكثر من 6 أضعاف سرعة الصوت حتى 20 مرة أو أكثر، ستخل بالتوازن العسكري، تماما مثل الذكاء الاصطناعي وأسلحة الليزر، وستمثل الجائزة الكبرى التي تسعى لها جميع الجيوش.
إن صاروخا قادرا على الوصول إلى أي نقطة بالعالم في غضون ساعة، والتحرك في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي للهروب من كشف الرادارات، والمناورة في نهاية مساره للتعرج بين الدفاعات الصاروخية والتغلب عليها، لهو حلم جميع الجيوش، وإن مثل هذه التكنولوجيا لجديرة بأن تسعى كل قوة لأن تكون أول من يمتلكها.
وبعد كوريا الشمالية التي تزعم أنها اختبرت صاروخا أسرع من الصوت نهاية سبتمبر/أيلول، أجرت روسيا إطلاقين اختباريين لصاروخ كروز زيركون الفائق السرعة أوائل أكتوبر/تشرين الأول من غواصة تحت الماء، علما بأن موسكو متقدمة بخطوة على منافسيها فيما يتعلق بالسرعة الفائقة، خاصة أن الكرملين منذ عام 2019، وصف الطائرة الشراعية “أفانغارد” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأنها “سلاح مطلق”.
نهج قابل للمناورة
وفي هذا السباق، تسعى الولايات المتحدة للحاق بالركب، وتقود في الوقت نفسه عدة مشاريع في هذا المجال بأسماء مختلفة مثل “سي- إتش جي بي” (C-HGB) و”إيه آر آر دبليو” (ARRW) و” (HAWC). وقد أعلنت وكالة الأبحاث التابعة للجيش الأميركي (داربا) في 27 سبتمبر/أيلول أنها أكملت بنجاح رحلة تجريبية لنظام “إتش إيه دبليو سي” وأنها استطاعت إطلاق الصاروخ من طائرة قبل أن تشتغل نفاثتها، وتدفعه بأكثر من 5 ماخ.
وفي نفس السياق، فإن الصين أيضا تملك صاروخ كروز أسرع من الصوت يسمى “دي إف- 100” (DF-100) ولديها طائرة شراعية تفوق سرعتها سرعة الصوت “دي إف-17” (DF-17) وفي فرنسا، سيتم الإعلان عن رحلة تجريبية، الأسابيع المقبلة، للطائرة الشراعية “في- ماكس” (V-MAX) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، كما تجري إسرائيل والهند واليابان أبحاثا مماثلة.
لكن الفرق بين الطائرات الشراعية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، حيث يتم حمل الأولى بواسطة صاروخ باليستي قبل إطلاقها لتندفع فوق طبقات الغلاف الجوي، في حين يتم دفع الأخيرة بواسطة محرك نفاث بعد الحصول على الحد الأدنى من السرعة الأولية.
وفي كلتا التقنيتين يكون الهدف هو السعي إلى توفير نهج قابل للمناورة، خلافا للصاروخ الباليستي التقليدي الذي يصيب هدفه في مسار يمكن التنبؤ به، وهذه الخاصية أكثر حسما من عامل السرعة في حد ذاته.
تعزيز الردع
وتفرض السرعة الفائقة تحديات جديدة على الأنظمة الدفاعية وعلى عمليات القيادة واتخاذ القرارات التي يجب أن تتسارع هي الأخرى، ولذلك شرعت روسيا، لإحباط الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ، في هذا السباق التكنولوجي، كما رأت الصين أن السرعة الفائقة تجعل الأهداف الإستراتيجية الشديدة الحماية سهلة المنال، خاصة أن الصواريخ الفائقة السرعة توصف بأنها قادرة على تدمير حاملات الطائرات.
ومع أن فعالية هذه الترسانات لم تثبت بعد على الأرض، فإنها خلفت حالة من عدم اليقين، تستعد لها أوروبا، حيث تدير فرنسا مشروع “تويستر” (Twister) للدفاع الصاروخي يتضمن مكونا للتحذير من الفضاء وقدرة اعتراضية في الغلاف الجوي الداخلي.
وتصبح مسألة الدفاع الصاروخي فوق الصوتي أكثر حدة عندما يتعلق الأمر بالقضية النووية، وهي لذلك يمكن أن “تعزز الردع” على حد قول مسؤول عسكري كبير، لأن مثل هذا السلاح الذي لا يمكن التنبؤ به يمكن أن يكون خطيرًا على من يستخدمه، وعليه سيتم حث حاملي الأسلحة النووية على عدم استخدامها.
ترجمة: الجزيرة