الشرق اليوم- قالت عديلة راز، سفيرة أفغانستان لدى الولايات المتحدة، إبان حكومة الرئيس الهارب أشرف غني، في مقابلة مع موقع “أكسيوس“، إنها “فقدت بلدها”، وذهب “عمل حياتها لتحرير النساء والفتيات أدراج الرياح”.
وكشفت راز خلال المقابلة، عن تفاصيل جديدة تشير إلى أن فرار الرئيس أشرف غني كان “مخططا”.
وأشارت إلى أنها “تشعر بالذنب” لأنها شجعت النساء الأفغانيات، “على الإيمان بمستقبل جديد، وعلى العمل معها في الحكومة، وعلى البقاء في أفغانستان”. وقالت، وعيونها تدمع، “إحداهن كانت شابة، واغتيلت. كانت مدافعة عن حقوق الإنسان”.
ويقول أكسيوس إنه تم إجراء المقابلة مع راز يوم الاثنين الماضي، في مكتبها بالطابق العلوي بسفارة أفغانستان في واشنطن، حيث تعمل هناك، وهي فعليا “لاجئة تمثل حكومة بلا قيادة في المنفى”.
وترفض راز الاعتراف بطالبان أو ترك منصبها، وقالت إنها لا تزال تعتبر نفسها سفيرة لبلدها، وقد أبقت السفارة مفتوحة، مع طاقم عمل كامل، ويرفع على المبنى علم أفغانستان ثلاثي الألوان، بدلا من علم طالبان الأبيض والأسود.
وأخبرت أكسيوس أيضا، في مقابلة هاتفية منفصلة، أنها تثق تماما بالشعب الأميركي، وهي “ممتنة للغاية للتضحيات التي قدمها الجيش والمدنيون الأميركيون على مدار العشرين عاما الماضية” في بلدها.
وانتقدت أداء الحكومة السابقة بالقول إنها فشلت على عدة مستويات، مشيرة إلى أن “قوات الأمن الأفغانية اعتمدت بشكل كبير على الخبرة الفنية والدعم الجوي للولايات المتحدة، وانهارت بعد الانسحاب، بعد 20 عاما من التمويل والتدريب”.
وتابعت “غني يدين للأفغان بشرح فراره سرا من البلاد، والتنازل فعليا عن كابل لطالبان دون قتال”.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في أغسطس الماضي، أن دولة الإمارات “استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني وأسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية”.
وكان غني قد غادر أفغانستان فجأة، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل، ثم أعلن بعدها أنه قرر المغادرة “حقنا للدماء”.
وسيطرت حركة طالبان على كامل أفغانستان، في 15 أغسطس، بعد أسابيع من التقدم السريع داخل البلاد عقب انسحاب القوات الأجنبية.
وبعد إنهاء دراستها في المدرسة، حصلت راز على منح دراسية للالتحاق بالجامعات الأميركية، وفي عام 2013، عادت إلى أفغانستان لتعمل في مناصب حكومية عليا.
وأصبحت عديلة راز أول سفيرة لأفغانستان لدى الأمم المتحدة. ثم، في يوليو الماضي، عينها غني سفيرة لأفغانستان لدى الولايات المتحدة، وانتقلت بعدها مع طفليها إلى واشنطن. وعمل زوجها، عبد المتين بك، كأحد كبار مساعدي غني في كابل.
وتؤكد الديبلوماسية أنه “في الأيام التي سبقت 15 أغسطس (تاريخ سقوط كابل)، أخبرها زوجها أنه لاحظ أن غني يعقد اجتماعات مع اثنين فقط من كبار مساعديه. وشعر أن الاجتماعات سرية بشكل غير عادي”، وقالت لزوجها ساخرة “ربما يعملون على خطة الإخلاء “، وتضيف “لقد كنت على حق بالتأكيد”.
وراز، 35 عاما، تجد نفسها الآن في وضع غير عادي. وقالت إن وزارة الخارجية والبنتاغون ألغيا الاجتماعات المقررة معها في أوائل سبتمبر الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لأكسيوس: “السفيرة عديلة راز هي الممثل المعتمد لأفغانستان لدى الولايات المتحدة. وهناك عدد من الاعتبارات فيما يخص طلبات عقد الاجتماعات من قبل أي سفير أجنبي، ولسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق أكثر على تفاصيل تتعلق بالدبلوماسية الأميركية”.
وحاولت حركة طالبان التواصل مع راز، وقالت إنهم حاولوا إقناعها وسفراء آخرين بالانضمام إلى مكالمة عبر برنامج زووم، لكنها تجاهلت الدعوة.
وأضافت أنها “لن تخدم حكومة طالبان تحت أي ظرف”، وأنها تعرف “معنى العيش في ظل قواعد طالبان”، وتشعر “بالرهبة عندما تفكر أنه قد لا توجد امرأة أخرى لتمثيل بلدها في الخارج”.
وختمت “لم أرغب في أن أكون الأخيرة، لقد وافقت على أن أكون الأولى، ولكن ليس الأخيرة”.
المصدر: الحرة