الشرق اليوم- يتخوف خبراء ومراقبون دوليين، من تطور التوتر الذي تشهده العلاقات بين إيران وأذربيجان إلى صدام عسكري بين البلدين، مشيرين في هذا الشأن إلى القضايا التي تفسد الود بين الجارتين.
وكان التوتر بين البلدين ازدادت حدته بعد تحرك قوات إيرانية في اتجاه الحدود الأذربيجانية لإجراء مناورات “فاتحو خيبر”.
وتشير تقارير إلى أن الوحدات الإيرانية تشمل لواء جوي وقوات مدرعة وقوات مدفعية ووحدات هندسية، الأمر الذي قوبل، حسب الأنباء، بخطوة تمثلت في نشر قوات أذربيجانية وتركية على الحدود مع إيران، ما دفع بعض المحللين إلى عدم استبعاد تطور الأحداث إلى صدام عسكري.
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قد علّق على المناورات الإيرانية قرب حدود بلاده مطلع أكتوبر بالقول: “يمكن لكل دولة إجراء أي مناورات عسكرية على أراضيها. هذا هو حقها السيادي. لكن لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟ لماذا يتم ذلك بعد أن حررنا هذه الأراضي بعد 30 عاما من الاحتلال؟”.
وتشير التصريحات الإيرانية إلى غضب طهران من علاقات أذربيجان الوثيقة مع إسرائيل وتزويد تل أبيب لباكو بأسلحة حديثة بما في ذلك الطائرات المسيرة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أشار إلى هذا الجانب بوضوح، حيث أفاد بأن طهران نقلت إلى باكو “قلقنا من التحركات والتصريحات الإسرائيلية التي تنطلق من أذربيجان”، مضيفا في هذا السياق قوله: “نحن باستطاعتنا الدفاع عن أمننا بصورة مناسبة لكن نطلب من باكو العمل بالتزاماتها”.
ويُرصد جانب آخر في توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان يتمثل في موقف سلبي تتخذه طهران إزاء علاقات أذربيجان وتركيا الواسعة، حيث قدمت أنقرة مساعدات كبيرة لأذربيجان في حرب قره باغ، كما روّجت لفكرة “دولتين – أمة واحدة”.
وكانت إيران أجرت في 1 أكتوبر على الحدود مع أذربيجان ما يوصف بأنها أكبر تدريبات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي راي فيه بعض المحللين تمهيدا لبناء مجموعات عسكرية على الحدود مخصصة لمواجهة باكو في حالة نشوب حرب.
يشار إلى أن التوتر في العلاقات بين طهران وباكو ظهر إلى العلن مطلع سبتمبر الماضي، حيث بدأت أذربيجان في تقييد مرور الشاحنات الإيرانية التي تحمل منتجات نفطية متجهة إلى قره باغ وأرمينيا.
وعن هذا الأمر، صرّح خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن بلاده احتجت على احتجاز سائقي شاحنات إيرانية وأنها تتابع القضية عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى احترام طهران لوحدة الأراضي الأذربيجانية.
وبشأن احتمالات وقع حرب بين البلدين، يرى الخبير العسكري يوري ليامين أن الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية بين إيران وأذربيجان يتم تعويضه من خلال الدعم التركي، مشيرا على أن القوات الإيرانية التي شاركت في المناورات الأخيرة تقدر بنحو فرقة واحدة.
وأوضح الخبير العسكري أنه على الرغم من اختلاف فئات الوزن “بوضوح” بين “جيشي” إيران وأذربيجان، فإن الأخيرة تتمتع بالدعم العسكري والسياسي الكامل من تركيا ما يسمح لها بعدم التخوف من مواجهة محتملة مع دولة لديها تفوق كامل في السكان والاقتصاد.
ولفت الخبير في هذا السياق أيضا إلى الدعم الذي تحصل عليه أذربيجان من قبل المتخصصين الإسرائيليين الذين يواصلون العمل في البلاد.
ويشير يوري ليامين إلى أن نقاط القوة لدى إيران وتتمثل في آلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بعيدة المدى، مقابل عدم وجود دفاع جوي كافٍ وقوات جوية في أذربيجان، إضافة إلى تفوق إيران في بحر قزوين في عدد السفن وقوارب الصواريخ.
المصدر: روسيا اليوم