بقلم: هيلة المشوح – الاتحاد الإماراتية
الشرق اليوم- معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي سيبدأ رسمياً غداً الجمعة الأول من أكتوبر، والذي حازت دولة الإمارات العربية المتحدة شرف استضافته في مدينة دبي تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، هو معرض عالمي أُقيم لأول مرة في لندن عام 1851، وزارَه ستة ملايين شخص، وعُرف حينها باسم «المعرض الكبير» أو «معرض كريستال بالاس»، إشارةً للمبنى الشهير الذي بُني خصيصاً لاستضافته.. وكان يهدف لعرض ابتكارات الثورة الصناعية في حينه. ثم أُقيمت النسخة الثانية من المعرض العالمي في باريس عام 1855، لكنه لم يحظَ بالزخم العالمي المتوقع منه.
وفي عام 1867 أُطلقت نسخة ثالثة للمعرض في باريس أيضاً ووفّرت مساحات تمكّن الدول من عرض ثقافاتها وتاريخها وابتكاراتها الصناعية. وفي عام 1876 أُقيمت نسخة من «إكسبو» في مدينة فلادلفيا، حيث عرض «ألكسندر جراهام بيل» أول هاتف في العالم، ليصبح معرضاً مميزاً بذلك الاكتشاف الذي أبهر العالم. وأعادت فرنسا استضافة معرض «إكسبو» عام 1898 في باريس لتتخذ برج إيفل كأهم إنجاز لها.
وفي عام 1939 أُطلق «إكسبو نيويورك» تحت شعار «فجر يوم جديد»، وكان يركز على المستقبل، وقد شهد أحد أهم الأحداث في تاريخ البشرية، وهو ولادة البث التلفزيوني. وفي «إكسبو بروكسل 1958» كان العالم على موعد مع حزمة من التقنيات الحديثة مثل الفاكس وصاروخ الفضاء السوفييتي «سبوتنيك»، ونموذج محطة الطاقة النووية وبعض التقنيات الجديدة للحاسوب.. ليأتي «إكسبو أوساكا» (اليابان) عام 1970 الذي عُرض فيه مجهر الإلكترون بقدرة تكبير وصلت إلى 500000 ضعف!
وبعد أكثر من ثلاثة عقود استضافت مدينة آيشي اليابانية أيضاً «إكسبو 2005» تحت شعار يحث على ترسيخ روابط الإنسان بالطبيعة في القرن الـ21. ثم جاء «إكسبو شنغهاي» لعام 2010 تحت شعار «مدينة أفضل وحياة فضلى». وبعده «إكسبو ميلانو 2015» تحت شعار «تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة»، ليشمل التقنية والابتكار والثقافة والتقاليد والإبداع. وأخيراً الحدث الأكبر الذي سينطلق غداً وهو «إكسبو 2020 دبي». وتوالت المعارض في حقب زمنية مختلفة تتقارب وتتباعد، حتى جاءت النسخة الحالية من المعرض على أرض دولة الإمارات، لتكون أول نسخة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وينطلق «إكسبو» غداً في مدينة دبي، ويستمر حتى نهاية يوم 31 مارس 2022، أي على مدى ستة أشهر، وتشارك فيه 191 دولة من جميع أنحاء العالم، على أرض مدينة كاملة قامت حكومة دبي ببنائها لاستضافة المعرض، وبلغت مساحتها قرابة 500 هكتار. وتستضيف ساحة الوصل مراسم افتتاح الحدث واختتامه، بالإضافة إلى عروض موسيقية ومسرحية على امتداد الأشهر الستة. وستشهد عروضاً وحفلات كبرى وفعاليات تتنوع ما بين قصص الكون، وقصص الصمود والتكيّف والطبيعة وغيرها.. ويشكل الافتتاح تتويجاً لعشر سنوات من التخطيط والإعداد لاستضافة معرض عالمي هو الأكثر تنوعاً في تاريخ الحدث الدولي.
ومن المتوقع أن يصل العائد الاقتصادي المباشر وغير المباشر لـ«إكسبو 2020» نحو 145 مليار درهم، وأن يرفع قيمة التجارة غير النفطية لدبي إلى 4.5 تريليون درهم، خاصة في قطاع الضيافة والطيران إلى جانب تحسينات البنية التحية والمواصلات والرفاهية والحداثة وجودة الحياة.. والكثير من المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال مشاريع ومبادرات سترسخ موقع دبي على الخريطة العالمية كواجهة سياحية واستثمارية وكواحدة من أهم المدن الذكية في القرن الحادي والعشرين.
فهنيئاً لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا النجاح وهذه الإنجازات العظيمة، وهذا الارتقاء المستمر الذي لم تستطع جائحة «كورونا» إعاقته، إذ تواصل الدولةُ تقدمَها تحت قيادة لا تعرف التوقف عن الإنجاز ولا تؤمن بالمستحيل. *كاتبة سعودية «إكسبو 2020» يرسّخ موقع دبي على الخريطة العالمية كواجهة سياحية واستثمارية وواحدة من أهم المدن الذكية في القرن الحادي والعشرين.