الرئيسية / مقالات رأي / سوتشي.. ما الجديد؟

سوتشي.. ما الجديد؟

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – قبل أكثر من ثلاث سنوات، وتحديداً في السابع عشر من سبتمبر /أيلول 2018، عقدت قمة في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا فيها على إقامة منطقة «وقف التصعيد» في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لتجنب الحرب فيها، على أن تشمل إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح ما بين 15 و 20 كيلومتراً على طول خط التماس، بدءاً من منتصف الشهر التالي، أي أكتوبر/ تشرين الأول، على أن تتعهد تركيا بإخراج جميع الفصائل المسلحة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون من تلك الجماعات، وفتح الطرقات بين إدلب واللاذقية، وبين حلب وحماة.

لكن هذا الاتفاق لم ينفذ حتى الآن، لأن الجانب التركي لم يلتزم بما وعد به، وظلت المنطقة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، وبينها جماعات تابعة لتركيا، أو تحظى بحمايتها، مثل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، وتقوم بين الحين والآخر بعمليات عسكرية ضد مواقع عسكرية روسية وسورية.

تحتضن مدينة سوتشي قمة جديدة اليوم (الأربعاء)، وسيكون الوضع في إدلب على رأس القضايا التي سيناقشها الرئيسان.

أردوغان اعتبر أن القمة «مهمة جداً»، وأشار خلال لقاء مع الصحفيين في «البيت التركي» في نيويورك، قبل أن يعود إلى أنقرة: «لن نتحدث عن إدلب وحدها، بل سنناقش أيضاً العلاقات الثنائية والوضع في سوريا»، وقال إن «اللقاء سيتوج بتبني قرار مهم بالنسبة للعلاقات بين البلدين ينتقل بها إلى مرحلة أنشط»، من دون أن يفصح عن المزيد، لكن مصادر دبلوماسية تحدثت عن احتمال طلب الحصول على صفقة جديدة من صواريخ «إس 400».

أردوغان يتوقع أيضاً «نهجاً مختلفاً من روسيا بشأن سوريا»، كما قال «لأن النظام السوري يشكل تهديداً لحدودنا»، من دون أن يشير إلى وجود قوات تركية داخل الأراضي السورية، ومن دون موافقة حكومتها.

لكن لموسكو رأي آخر، وهي ترى أن المحادثات «ستكون حاسمة» لجهة وضع تصورات مستقبلية للوضع في إدلب، إذ قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: «للأسف لا تزال الأنشطة الإرهابية مستمرة في تلك المنطقة، والوضع في إدلب ما زال غير مقبول وخطير..إنه يعرقل عملية التسوية في سوريا..والأرجح أن يكون كل ذلك ضمن أجندة النقاش».

هذا الموقف الروسي يتم التعبير عنه منذ أكثر من أسبوع، من خلال العمليات الميدانية العسكرية التي يقوم بها الطيران الحربي الروسي بقصف متواصل لمواقع المسلحين الموالين لأنقرة من بينها «فرقة الحمزة» في منطقة براد بريف عفرين، في حين قامت تركيا من جانبها بإرسال تعزيزات عسكرية، من بينها دبابات ومدافع ثقيلة إلى منطقة جبل الزاوية.

رغم هذا التباين في وجهات النظر إزاء الوضع في إدلب، يرى البعض أن هناك فرصة لإبرام اتفاقات جديدة، يكون فيها الالتزام والتنفيذ جزءاً من صفقة متكاملة تشمل قضايا أخرى.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …