بقلم: جابر الشعيبي – الاتحاد الإماراتية
الشرق اليوم– ما أشبه اليوم بالأمس، حلم يتحول إلى حقيقة بعد يومين، 8 أعوام مرت على إعلان فوز الإمارات باستضافتها معرض إكسبو 2020 في عام 2013. الإمارات ذات 50 ربيعاً منذ قيامها تضع شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» لتصبح الأولى في تنظيم معرض إكسبو 2020 بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. فمنذ أول معرض إكسبو في عام 1851 في لندن والذي عُرف باسم «المعرض العظيم»، لا تزال معارض إكسبو من أكبر وأهم الأحداث الدولية.
تستطيع دبي بكفاءة تنظيم الحدث الأكبر على الإطلاق في العالم العربي خلال ستة أشهر متوقعة بذلك 25 مليون زائر، وبمشاركة 192 بلداً إلى جانب شركات ومنظمات دولية ومؤسسات أكاديمية.
إن التحولات المتسارعة في البيئة الإقليمية والدولية، جعلت من الصعب على الإمارات ألا تكون لاعباً إيجابياً في التفاعل مع ملفات المنطقة الساخنة. هذا الواقع الجديد مكّن الإمارات من استخدام آليات القوة الذكية، وأحد عناصرها القوة الناعمة.
استضافة الإمارات إكسبو 2020 في يوبيلها الذهبي لها ما لها من أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية قادرة على تعديل التصورات النمطية الخاطئة عن العرب. لن يغير إكسبو 2020 السياسات الخارجية للدول، ولكن سيساهم في تخفيف حدة التوترات في المنطقة بعد تلاقي الدول المشاركة على أرض الإمارات وفتح قنوات التواصل والحوار بين الدبلوماسيين وممثلي الدول. ومن بين الأبعاد السياسية إبراز صورة الإمارات كشريك يعتمد عليه من كل دول العالم، تحمل رسالة سلام وأمل تعزز تبادل الثقة والتعاون الدولي. أما البعد الاقتصادي، فيتمثل في عوائد تصل إلى 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، ويدعم فرص عمل يصل مجموعها إلى 905200 سنة عمل وفق دراسة نشرتها شركة إرنست آند يونغ. كما يتوقع التقرير مساهمة إكسبو 2020 في الناتج الإجمالي المحلي بما يصل إلى 1.5%. كما أن البنية التحتية لإكسبو 2020 وحدها كفيلة بإنشاء مجتمع أعمال مكون من شركات صغيرة ومتوسطة في مختلف القطاعات الاقتصادية بعد انتهاء الحدث.
خلال الأشهر الستة لانعقاد فعاليات إكسبو 2020، سيساعد إنفاق الزوار على التذاكر والبضائع والطعام والشراب والفنادق والسفر، على دفع الاقتصاد بمنحى إيجابي خاصة في قطاعي الطيران والضيافة، حيث يتوقع أن يستقطب إكسبو 2020 في دبي 25 مليون زيارة ما يعزز تحول دبي إلى مركز لوجيستي وتجاري عالمي. وأخيراً البعد الاجتماعي، الذي يكمن في تنوع الثقافات، حيث سيشكل ذلك حالة نادرة على مستوى العالم من الانفتاح والتعايش في مكان واحد ويؤسس بيئة جاذبة للمواهب العالمية وتبادل الخبرات والمعرفة. إلى جانب آخر تحويل إكسبو 2020 إلى منصة للتعليم وعرض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم المعاصر لجميع الطلبة من مختلف المدارس والجامعات. بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة التطوع، وهي فرصة ممتعة يستطيع فيها المتطوع أن يرد جميل الوطن ويكتشف شغفه واهتماماته.
الإمارات ستعيد توحيد العالم في دولة، بعد أن فرقته تداعيات جائحة كورونا. العالم سيشهد تجربة غير مسبوقة في إكسبو 2020 ، تقوم على رسم مسار المستقبل، مسار منبثق من رؤية الإمارات 2071 في معالجة التحديات الأكثر إلحاحا من منظور سياسي، واقتصادي، واجتماعي من خلال بناء الجسور بين مختلف الشعوب، وعدم ترك أحد خلف الرَكب، والعيش في توازن وازدهار.