BY: Cheryl K. Chumley
الشرق اليوم – قال أحد مؤسسي حركة طالبان، المُلا نورالدين ترابي، في مقابلة هذا الأسبوع مع وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية، إن الحركة ستعيد تنفيذ أحكام الإعدام وبتر الأطراف كعقوبة لمخالفي الشريعة الإسلامية، وذلك على الرغم من أنه لايزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم تنفيذ هذه الأعمال الوحشية في الأماكن العامة، كما كان يحدث في بعض الأحيان في الماضي، أم لا.
ومنذ ما يقرب من 20 عامًا، شهدت أفغانستان تقدمًا بطيئًا ولكنه حقيقي على جبهتي حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، ثم جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ليظهر كالدخان الذي اختفى بعده كل ذلك.
وبالنسبة لأولئك الذين يريدون وجود شعاع نور في الظلام الذي اجتاح هذه الأمة القبلية، فإن تفسير تصريحات ترابي التي تشير إلى العودة لحكم البلاد وفقًا لأحكام الشريعة التي قال فيها: «لن يملي علينا أحد كيف ستكون قوانيننا، إذ إننا سنتبع الإسلام وسنضع قوانيننا الخاصة وفقًا للقرآن» هي بمثابة رسالة إلى المجتمع المدني للتراجع.
وقد استطرد ترابي: «لقد انتقدنا الجميع بسبب العقوبات التي اعتدنا على تنفيذها، لكننا لم نقل شيئًا عن قوانينهم وعقوباتهم».
وبالفعل تبدو عقوبة الخضوع للمراقبة مثل العقوبة بالسجن، مثل بتر اليد، مثل الجَلد، مثل الإعدام، فترابي وأتباعه من طالبان لا ينتقدون دستور أمريكا، إذن لماذا تنتقد الأخيرة قوانين الشريعة الصارمة والقديمة التي يتبعها طالبان؟
لقد ارتكب بايدن خطأ حقيقيًا من خلال انسحابه المتسرع وغير المخطط له، والذي تم استغلاله بطريقة خطيرة في أفغانستان، ولكن هذه ليست أوقات مروعة لمخالفي الشريعة فحسب، إذ كتبت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن «قيود طالبان على التعليم تحطم أحلام جيلين من النساء الأفغانيات»، فيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن نساء أفغانستان البارزات أصبحن محاصرات في كابول ويخشين الانتقام في ظل حكم طالبان، أما قناة «سي. بي. إس. نيوز» فقالت إنه: «بينما تحرم طالبان النساء والفتيات الأفغانيات من العمل والتعليم، فإن الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه».
وتقول الصحفية الأفغانية زهرة جويا، التي تم إجلاؤها من كابول إلى بريطانيا في تعليقها المحزن على الوضع هناك فى مقال بصحيفة «جارديان» البريطانية: «حتى ظهر ذلك اليوم في 15 أغسطس الماضي، لم أستطع تصديق ما كان يحدث، حيث كان الوضع أشبه بالكابوس، كما أنه حتى في ذلك اليوم، فإنه بدا من المستحيل أن تصل طالبان إلى السلطة بهذه السرعة وتمحو 20 عامًا وتجرنا جميعًا إلى الماضي مرة أخرى».
ويبدو أن الطريقة الوحيدة التي قد يتم إخراج أفغانستان بها من الظلام ستكون بالقوة العسكرية، ولكن حتى ذلك الحين، فإنه بفضل بايدن فقد باتت طالبان مدججة بالسلاح بمعدات عسكرية أمريكية من الدرجة الأولى، وعلى أعلى مستوى، والتي تركتها القوات هناك، وهذا يعني أن المعركة القادمة ضدهم ستكون أسوأ، وبشكل فوضوي.
نعم، لقد عاد وحوش طالبان إلى السلطة من جديد، وهم يعملون على عجل لمحاولة تنفيذ طريقتهم في الحكم من خلال قمع البلاد بشكل قاسٍ، فهم يتصرفون بشكل جريء ومتعجرف، ولماذا لا يكونون كذلك؟ فصديقهم المقرب في البيت الأبيض يعمل على حماية ظهورهم.
ترجمة: المصري اليوم