BY: imran khan
الشرق اليوم – منذ عام 2001 حذرت مرارا وتكرارا من أن الحرب الأفغانية لا يمكن الانتصار فيها، وأن الأفغان، كما يشهد تاريخهم، لن يقبلوا أبدا بوجود عسكري أجنبي طويل الأمد، ولا يمكن لأي طرف خارجي، بما في ذلك باكستان، تغيير هذا الواقع.
للأسف الحكومات الباكستانية المتعاقبة بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 سعت إلى إرضاء الولايات المتحدة بدلا من الإشارة إلى خطأ النهج العسكري، وكيف أنه في محاولة يائسة من أجل الأهمية العالمية والشرعية المحلية وافق الدكتاتور العسكري الباكستاني برويز مشرف، على كل طلب أميركي للدعم العسكري بعد 11 سبتمبر/أيلول، وهو ما كلف باكستان والولايات المتحدة ثمنا باهظا.
الحكومات الباكستانية المتعاقبة تعاونت مع الولايات المتحدة، وذلك تسبب في ويلات لباكستان ودفعها للقتال من أجل بقائها، كما كتب رئيس سابق لوحدة لوكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” (CIA) في كابل في عام 2009 أن البلاد “بدأت تتضعضع تحت ضغط لا هوادة فيه تمارسه الولايات المتحدة بشكل مباشر”. ومع ذلك استمرت واشنطن في مطالبتنا ببذل المزيد من أجل الحرب في أفغانستان.
هناك نهجا أكثر واقعية كان من الممكن أن يكون في التفاوض مع طالبان قبل وقت طويل لتجنب الإحراج الذي أدى إلى انهيار الجيش الأفغاني وحكومة الرئيس أشرف غني، وأن المشكلة الأساسية هي أن هيكل الحكومة الأفغانية كان يفتقر إلى الشرعية في نظر المواطن الأفغاني العادي.
أنا مقتنع بأن الشيء الصحيح بالنسبة للعالم الآن هو التعامل مع الحكومة الأفغانية الجديدة لضمان السلام والاستقرار، وإن المجتمع الدولي سيرغب في رؤية مشاركة الجماعات العرقية الرئيسية في الحكومة واحترام حقوق جميع الأفغان والالتزامات، وإن الأراضي الأفغانية لن تستخدم مرة أخرى أبدا للإرهاب ضد أي دولة.
وعندها سيكون لدى قادة طالبان سبب وقدرة كبرى للوفاء بوعودهم إذا تأكدوا من المساعدة الإنسانية والتنموية المستمرة التي يحتاجونها لإدارة الحكومة بشكل فعال. كما أن تقديم مثل هذه الحوافز سيمنح العالم الخارجي نفوذا إضافيا لمواصلة إقناع طالبان بالوفاء بالتزاماتها.
وإذا أُدير هذا الأمر بشكل صحيح فمن الممكن تحقيق ما كانت تهدف إليه عملية الدوحة للسلام طوال الوقت، ألا وهو أن أفغانستان لم تعد تشكل تهديدا للعالم، حيث يمكن للأفغان أخيرا أن يحلموا بالسلام بعد 4 عقود من الصراع. والبديل عن ذلك، كما جُرب من قبل في التسعينيات، سيؤدي حتما إلى انهيار لأن الفوضى والهجرة الجماعية وتهديد الإرهاب الدولي المتجدد ستكون نتائج طبيعية، ويجب أن يكون تجنب هذا بالتأكيد هو واجبنا العالمي.