BY: REP. CHRIS STEWART
الشرق اليوم – لم يفشل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فقط في قيادة العالم في أحلك اللحظات، بل جعله أيضا مكانا أكثر خطورة، ليس للأميركيين فقط بل للجميع. لم تعد هناك لدى حلفاء أميركا ثقة في أن الرئيس بايدن يمكن الاعتماد عليه كشريك جاد.
أما أكثر خصوم الولايات المتحدة تنافسية فلم يعد لديهم أي اعتقاد بأن الرئيس يمكنه حماية مصالح بلاده، فيما الأميركيون لم يعودوا يؤمنون بأنه قادر على الدفاع عن مُثلهم وقيمهم الأساسية.
في أفغانستان مثلا تم تشجيع وتقوية صفوف حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية بلا داع، فباتا يعتقلان ويعذبان ويقتلان الأفغان الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأميركية لسنوات طويلة، بل إن إدارة الرئيس بايدن “وصفت هؤلاء “الإرهابيين” بأنهم “شريك إستراتيجي”.
ولسوء الحظ فإن عواقب هذا “الإذلال المستمر” لم تنته عند حدود أفغانستان حيث راقب العالم بأسره أميركا وهي تترك أبناءها وراء خطوط العدو رغم أنها تمتلك أكبر قوة عسكرية في العالم، كما أن خصوم الولايات المتحدة سيستغلون لا محالة ضعف الرئيس بايدن، وهو ضعف لا يمكن إنكاره.
وفي أعقاب الانسحاب الكارثي من أفغانستان مباشرة بدأت الصين أيضا في إجراء تدريبات هجومية بالقرب من تايوان، وهو مؤشر على أن بكين ستسرع جهودها لاستعادة البلاد، وما لم يحدث الرئيس تغييرا جوهريا في “دستوره” فلا يمكن التكهن بأنه سيفعل أي شيء للدفاع عنها.
كما أن روسيا زادت هجماتها السيبرانية على أميركا في نفس اللحظة التي تولى فيها الرئيس بايدن منصبه، وهو على الأرجح سلوك مقصود لاختبار عزمه، وكان رد الرئيس أن مهد الطريق لخط الأنابيب الروسي “نورد ستريم 2” الذي سيعزز اقتصاد موسكو ويعزز قدرتها على التلاعب بشركاء أميركا في أوروبا الغربية.
أما في الداخل الأميركي فقد لاحظ الأميركيون أن إنفاق بلادهم المرتفع أصلا ينمو لمستويات غير معقولة، حيث وافق الديمقراطيون أو اقترحوا على مدى الأشهر الـ18 الماضية ما بين 16 و18 تريليون دولار تذهب لدعم حكومة دائمة النمو، أو في شكل إعانات للصناعات المفضلة سياسيا وفي برامج تحفز الناس على عدم العمل.
كما تسببت سياسات بايدن الاقتصادية في وصول البلاد إلى مستويات تضخم لم تشهدها منذ عقود، وباتت تكاليف السكن والوقود والغذاء وكل ضرورات الحياة الأخرى في ارتفاع مطرد، وهي ضريبة إضافية على كل مواطن أميركي.
أما التصدي للوباء -وهو الشيء الوحيد الذي كان الرئيس بايدن متأكدا من نجاحه فيه- فلا يعدو الأمر مجرد وهم لا غير، حيث ورثت إدارته برنامجا للقاح جاهزا للاستخدام واقتصادا مهيأ للانطلاق، ومع ذلك فقد ثقة الشعب الأميركي بتوجهاته التعسفية وغير المتسقة.
ترجمة: الجزيرة