بقلم: مالك العثامنة – الاتحاد الإماراتية
الشرق اليوم- عشية التحرك البرلماني الأوروبي المجحف «والمشبوه» ضد فعاليات «إكسبو 2020» في دولة الإمارات، تصادف أني كنت في مدينة «إيفورا» البرتغالية التاريخية الجميلة، مدعواً لمنتدى «عالم من أجل السفر»، وهو منتدى على صيغة مؤتمر عالمي برعايات رسمية وأهلية أغلبها أوروبي، ومن بينها الاتحاد الأوروبي نفسه، هذا غير مشاركة وحضور 20 وزير سياحة من دول العالم، أغلبهم من دول الاتحاد الأوروبي، طبعاً بالإضافة إلى المشاركين من الهيئات والمؤسسات المعنية بالسياحة والسفر في أوروبا والعالم. كانت إجراءات السلامة العامة للحضور والموجودين مشددة وقواعد التباعد الجسدي رخوة لأن الحضور محكوم بمكان ضيق، والبرتغال مصنفة دولة حمراء في أوروبا!
القائمون على المؤتمر وظفوا شباباً وشابات حديثي السن من خريجي الجامعات البرتغالية للخدمات اللوجستية المقدمة للمشاركين والحضور، وخدمات هؤلاء الشباب والصبايا حسب صبية كانت مرافقة لنا وهي خريجة «علاقات دولية» من لشبونة تكاد تفي متطلبات العيش، وكانت الصبية تقف على قدميها لخدمة ضيوف من الاتحاد الأوروبي من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء. لم يتذمر أحد، ولم يكن هناك محل للشكوى؛ لأن ما يحدث طبيعي جداً، فالصبية مثلها مثل بقية أقرانها سيكبرون ويكتسبون الخبرات، وربما يكون بعضهم ضيوفاً على مؤتمرات مثل تلك في المستقبل.
المنتدى نفسه كمؤتمر كان مهماً في محتواه أيضاً، فعنوانه ومحاوره كانت الخروج باستراتيجيات دولية وعالمية جادة ومنهجية تسمح بفتح قطاع السياحة والسفر أمام وباء «كورونا» وتداعياته التي أضرت بقطاع السفر أكثر من غيره من القطاعات الاقتصادية. المؤتمرون اجتمعوا على مدار يومين كاملين، للخروج بمخرجات جادة يمكن البناء عليها في دول العالم كله، والقائمون على قطاع السياحة والسفر كانوا جادين بدعم المؤتمر وتوصياته للخروج من الأزمة، وهي بلا شك حلول تحتاج إلى تكاتفٍ دوليٍ غير التمويل الضخم. في الطرف الآخر من العالم، على الخليج العربي، دولة تنافس الدول الاسكندنافية بحالة الرفاه الاجتماعي لمواطنيها والمقيمين وكل زوارها، هي دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كانت من أوائل من التزم بالإغلاقات وقت انتشار الوباء.
الإمارات أيضاً أول من استحضر اللقاح، وأول من انتهى من عملية تطعيم شامل حتى إن مواطني دول في العالم تأخر اللقاح لديهم، كانوا يسافرون إلى الإمارات لتلقي المطعوم، وهذه الدولة بكل مؤسساتها أول من أعاد تشكيل البنية التحتية لكل المرافق لرفع منسوب قواعد السلامة العامة وعلى معايير دولية. الإمارات تواصل استعدادتها لمعرض «إكسبو 2020». وفي إطار فترة زمنية مدروسة ومعايير سلامة دولية وبنية قطاع صحي متينة، لفتح باب السياحة والسفر وتحريك الاقتصاد الإماراتي، وأيضاً الاقتصاد العالمي من خلال الدول المشاركة في المعرض.
ثم يأتيك واحد من تلك المنظمات «غير الحكومية» المرخصة حسب الأصول والقانون ليحمل صفة دولية واعتبارية وقدرة على تلقي التمويل «أي تمويل» ليقيم حملة على «إكسبو» والإمارات، فتلتئم المنظمات المساندة، والتي لها أيضاً أجنداتها السياسية لتصنع ضغطاً في البرلمان الأوروبي، الذي يصدر قراراً مجحفاً بحق «إكسبو 2020» والإمارات، لكن كل هؤلاء يدعمون فكرة «عالم من أجل السفر»، التي قررها المنظمون برعاية أوروبية في إيفورا البرتغالية المصنفة حمراء في القارة! هذا اسمه ازدواج معايير في أجندات بنوايا سيئة.