بقلم: علي ابو حبلة – صحيفة الدستور
الشرق اليوم– تشهد العلاقات السورية – الأردنية انفتاحا غير مسبوق، وتأتي زيارة وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب الى عمّان والتي تُعدّ الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى الأردن منذ عام 2011، لتُتوّج صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين ويؤشر الانفتاح الأردني على سوريا إلى إمكانية تطوّره نحو خطوات سياسية أكبر، واستتباعه بخطوات مماثلة من قِبَل دول أخرى لا يزال تقدّمها نحو دمشق بطيئاً وخجولاً.
المصالح المشتركة بين البلدين والعلاقات بين الشعبين تعكس عمق الروابط الاردنيه السورية، ومدى تأثير استقرار كلّ بلد على استقرار الآخر ونموّه، الأمر الذي قد يفسّر تسارع الانفتاح السوري على الاردن والذي فرضته عوامل ميدانية وسياسية واقتصادية.
الملف الأمني رغم أهميته بين البلدين، فهو ليس الوحيد على طاولة البحث، بل إن الاقتصاد والمعابر، وغيرها من الملفات تكتسي اهميه نحو تطورها ضمن جهود تقود للتكامل الاقتصادي. إن “الأردن يريد فتح المعابر الحدودية، ويسعى الى تأمين الحدود بين البلدين، وتأمين خط الغاز، بينما تريد سوريا الانفتاح على الدول العربية، من خلال البوابة الأردنية، إضافة للتنسيق الأمني”. وهناك مؤشرات على مقاربه جديده من قبل صانع القرار في الاردن في التعامل مع الملف السوري سواء كان من الجانب الأردني أو حتى من القوى العالمية.
بعد توقيع الاتفاقية فيما يتعلق باستجرار الكهرباء والغاز للبنان، وبروز الضرورات الأمنية والعسكرية المشتركة بين الاردن وسوريا لضمان المناطق الحدودية، وخطّ سير أنبوب الغاز، جاءت زيارة وزير الدفاع السوري الأردن بمثابة انتقال في طبيعة العلاقات إلى مرحلة أكثر انفتاحاً، خصوصاً أن البيان الذي صاحب الزيارة أشار إلى أنه “تمّ بحث علاقات التعاون بين الجيشين الشقيقين وآفاق تطويره”، الأمر الذي يفتح الباب أمام زيارات أخرى لمسؤولين رفيعي المستوى.
ويترافق الانفتاح الأردني الحالي مع الجهود المصرية والجزائرية السياسية لتمهيد الأرض لعودة سوريا إلى “جامعة الدول العربية”، بعد نحو 10 سنوات على تجميد عضويتها، الأمر الذي باتت تعتبره الأمانة العامة للجامعة، عبر تصريحات مسؤوليها المستمرّة، ضرورياً في ضوء التطوّرات السياسية والميدانية والاقتصادية الأخيرة في المنطقة، والتي تلعب فيها سوريا دوراً محورياً.
وتأتي زيارة أيوب إلى المملكة بعد زيارتَين للملك عبدالله الثاني والرئيس بشار الأسد إلى موسكو، وهو ما قد يشير إلى وجود دور روسي في ترتيب الزيارة، مدفوع بإرادة موسكو ترتيب أوراق الجنوب السوري.
الأردن بات يشكل نقطة ارتكاز في رسم سياسات المنطقة ومحور مهم وقد نشهد في الفترة المقبله “خارطة تحالفات جديدة وبوابتها الانفتاح الأردني السوري، وأن ما يحصل ضمن منظومة عمل جديدة تحكم تفاعلات دول الجوار من جهة، ودول المنطقة من جهة ثانية” وان بوابة الانفتاح هو “الانفتاح الاقتصادي على دمشق، وتسهيل تصدير الغاز والكهرباء إلى لبنان الذي لا يمكن يحدث من دون مشاركة الجانب السوري”. وأن سوريا “ترغب في الانفتاح أكثر على الأردن، إذ أنه يمكن أن تصبح بوابتها للعودة إلى حضن الجامعة العربية بعد عزلة دامت أكثر من عقد من الزمان”.