الدكتور فايز أبو حميدان – صحيفة الدستور
الشرق اليوم- كنا نسمع سابقاً عبارة سيتم القضاء على فيروس كورونا قريباً ماذا سنفعل بعد ذلك هذه العبارات تلاشت من قاموس الحديث وبدأنا نتحدث عن سبل التعايش مع الفيروس وفتح أبواب المصالحة معه وتولدت لدينا قناعة أننا في المستقبل لن نعيش في هذا العالم دون فيروس الكورونا.
الخبر السار هو أننا سوف نحد من انتشاره عبر الخبرة التي تم اكتسابها في وضع قيود لانتشاره عبر التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات والتطعيم والفحوصات المسحية وتحويله الى مرض عادي أو موسمي دون تطوره الى جائحة من جديد.
أما السيناريوهات المتوقعة فهي ثلاثة سنبدأ في أبشعها وهو استمرار المرض في الانتشار وعدم السيطرة عليه ونشوء متحورات جديده ومتعددة لديها مناعة ضد المطاعيم المستخدمة مما سيؤدي الى إصابه أعداد أكبر من الناس وارتفاع نسبه الوفيات وربما انهيار النظام الصحي في معظم دول العالم وهذا السيناريو غير واقعي بفضل الخبرة المكتسبة خلال الـ 20 شهراً الماضية، وتطعيم عدد غير قليل حول العالم رغم أن الأرقام حتى الآن غير مرضية.
أما السيناريو الثاني والأكثر احتماليه فهو تحول الكوفيد 19 الى مرض موسمي كما هو الحال مع الانفلونزا الموسمية مما يتطلب سنوياً تطوير اللقاحات وتطعيم الناس بشكل دائم وسنوياً، وهذا سيؤدي الى انخفاض الحالات المرضية وانخفاض نسبة الوفيات ولكن المعضلة تكمن في عدم وجود عدل في توزيع اللقاحات حول العالم لأسباب ماديه تخص الدول الفقيرة الى جانب رفض بعض الناس لفكرة التطعيم بشكل عام وهذا لن يمنع وفاة مئات الالاف سنوياً بسبب فيروس الكورونا كما هو الحال في الانفلونزا الموسمية.
أما السيناريو الأكثر تفاؤلاً فهو إضعاف الفيروس بحيث يؤدي الى أعراض ضعيفة وقليلة يكون تأثيرها على الانسان قليل وغير مميت وهذا السيناريو غير واقعي لأنه مهما كان الفيروس ضعيف فسيكون تأثيره على الناس مختلف ويعتمد على أمور كثيرة وهي قوه النظام المناعي لدى الانسان والأمراض المرافقة وعدد الاجسام المضادة وقوة خلايا الذاكرة المناعية وإمكانية تعرفها على الفيروس بسرعة لذا ندعو الله ان يكون السيناريو الأخير هو السائد.