الرئيسية / مقالات رأي / The Independent: جونسون يحاول أن يجري تعديلا حكوميا بإقالة وزراء لأخطاء ارتكبها

The Independent: جونسون يحاول أن يجري تعديلا حكوميا بإقالة وزراء لأخطاء ارتكبها

By: Tom Peck

الشرق اليوم- لم يمضِ سوى بضعة أشهر قليلة على إعلان دومينيك كمينز، كبير مستشاري بوريس جونسون السابق، أمام لجنة تابعة لمجلس العموم أن رئيس الوزراء، الذي لا يزال يشغل هذا المنصب، كان مسؤولاً عن موت “عشرات الآلاف من الناس ممن لم يكن يجب أن يموتوا”. وقد حدث ذلك لأن رئيس الوزراء تجاهل المشورة العلمية وقرر، بشكل خطأ، إرجاء تطبيق الإغلاقات. دعني أكرر ثانية الجزء الأساسي في الادعاء، لقد توفي عشرات الآلاف من الناس من دون مبرر.

إذن، هذا هو السياق الذي ينبغي أن نقارب فيه التعديل الوزاري الأخير المعلن، ظهر الأربعاء الماضي، وأيضاً تقييم جونسون الخاص لأعضاء مجلس وزرائه الذين لم يكونوا يقومون بعملهم على نحو جيد.

لقد أُقيل دومينيك راب، أو بالأحرى تم تخفيض رتبته، ليصبح نائب رئيس الوزراء. أما لائحة الاتهامات الموجهة له، فيبدو أنها تتمثل في كونه استغرق وقتاً طويلاً للصعود إلى الطائرة التي أقلته في رحلة العودة إلى الوطن من اليونان، وهو أمر كاد لا يحدث أي فرق بالنسبة لأي شيء، على الرغم من كل الصخب والعنف اللذين أثارهما.

والحقيقة، أن الجانب الوحيد المشين في تلك القصة التي تكاد لا تنتهي هو أن راب، والذي يُعتبر عملياً نائب رئيس الوزراء بحكم الأمر الواقع، وجونسون نفسه، كانا كلاهما في عطلة في الوقت ذاته. ولن يكون من المقبول تنظيم جداول العطلات بهذا الشكل  الفاحش حتى في محل غير معروف لبيع الساندويتش إذا كان يخضع لإدارة جيدة.

إذن هذا هو سبب تسريح راب من وظيفته في الخارجية. وجريمته، أساساً، هي أنه كان يقضي عطلة في الوقت نفسه هو ورئيسه الذي كان قد قال له، إن بوسعه أن يذهب في إجازة. لذا، إذا كنت تعتمد مقياساً خاصاً بك لتصنيف الفشل، فما مدى ارتفاع الدرجة التي ستختارها لهذا الإخفاق على مقياسك، إلى جانب وفاة عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم من دون مبرر والذين كان رحيلهم أيضاً مسألة اختيار شخصي إلى حد كبير.

وقد أُنهيت خدمات غافين وليامسون هو كذلك كوزير للتربية. وهذا من الصعب تحديد حجم أسبابه. تم طرد وليامسون، أساساً، لأنه كان [نابضاً بالحيوية التي لا تنضب أو] عبارة عن عرض مستمر تافه للطاقة النووية الحرارية. بيد أن هناك  ظروفاً غامضة مخففة بالنسبة له.

لقد أُقيل لكونه عديم الفائدة في كل شيء. غير أن أهم هذه الأشياء التي لا فائدة تُرجى منه فيها، كانت فظاعة نتائج الامتحانات الصيف الماضي وبشكل جزئي في هذا الصيف.

صحيح أن وليامسون سبب فوضى عارمة. بيد أنه تعامل مع واحدة من أصعب المشاكل التي واجهها وزير على الإطلاق، وتتمثل في كيفية منح علامات الامتحان بإنصاف حين لا تكون هناك امتحانات.

وفي أغلب الأحوال، كان غافين وليامسون هو غافن وليامسون فحسب. فمن الذي يقع عليه اللوم بالضبط حين يجري تعيين شخص في مجلس الوزراء بعدما كان قد أُقيل للتو من هذا المجلس بسبب تعريضه الأمن القومي للخطر (وهو أمر ينفيه وليامسون)، علماً أنه شخص يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أبرز أبله في البلاد؟ ومن الذي يتبين أنه هو الأبله؟

هل من المحتمل فعلاً أن يكون هذا [المذنب] هو الرجل الذي عيّنه، في المقام الأول، في ذلك المنصب؟ مع هذا، فإن بضعة آلاف ممن بلغوا سن الـ18 عاماً قد حصلوا على علامات فضفاضة في امتحاناتهم؟ لا عمل لوليامسون. عشرات الآلاف من الناس ماتوا بلا داع؟ وأنت تواصل عملك كالمعتاد.

وأُقيل روبرت باكلاند وزير العدل، الذي لا يعتقد كثيرون ممن لهم علاقة بعالم القضاء أنه كان يستحق ذلك. لكن التعديلات الوزارية تشبه إلى حد ما تلك الأحاجي ذات الرقع المنزلقة التي اعتاد الأطفال على استعمالها. وإذا لم يكن لديك فراغ احتياطي [في هذا النوع من الألغاز] فإنك لا تستطيع أن تعيد ترتيب أي شيء. لذا يجب أن يُستبعد شخص ما من الصورة. كان باكلاند هو على الأرجح الشخص الوحيد في مجلس الوزراء الذي تم تعيينه على أساس الكفاءة العامة والوضع الطبيعي الغامض، بدلاً من  التآمر والتحايل والتهديد وبناء القاعدة الخاصة. ولذلك فقد كانت إزاحته من منصبه أسهل ولا تكلف الجهد الذي يتطلبه نزع غيره من أحجار الأحجية من مكانه، حتى يصبح  من الممكن ترتيب فسيفساء القمامة الوزارية العظيمة من جديد.

احتفظت بريتي باتيل بوظيفتها. وكذلك فعل ريشي سوناك. وحذا حذوهما ساجد جاويد. كيف يمكنك أن تحتمل الوضع من دون الـ”ساج” الذي صادف أنه عزف على  آلة الكمان اللحن التمهيدي ليوم التعديل الوزاري من خلال ذهابه إلى استوديوهات الإذاعة والتلفزيون، صباح الأربعاء، لكي يوضح أنه لا حاجة بالمحافظين لتكبد مشقة ارتداء الأقنعة في غرفة مجلس الوزراء أو في مجلس العموم لأنهم جميعاً يعرفون بعضهم بعضاً. عليكم أن ترتدوا الأقنعة فقط في الأماكن المزدحمة “مع الغرباء”.

إذاً ها قد اتضح الموضوع. يبدو الأمر غبياً لأول وهلة، وذلك لأنه غبي بشكل واضح، لا بل هو غبي إلى حد يُذيب الدماغ تماماً، لكن ربما كان هناك بعض المنطق في ذلك. لقد تم تقسيم هذه الأمة لفترة طويلة بما فيه الكفاية، وهذه السياسة الجديدة التي تتمثل في نشر كوفيد 19 بين الأصدقاء وحدهم، قد تفي تماماً بالمطلوب. وحين يأتي أكتوبر، وهو الوقت الذي يكون كل واحد قد أصيب بالفيروس مجدداً لأن رئيس الوزراء قد قرر مرة أخرى ألا يفعل شيئاً حيال الأمر إلا بعد فوات الأوان، سيكون ذلك دليلاً، في الواقع، على أننا أمة سعيدة في نهاية المطاف. وأننا جميعاً أصدقاء حقاً. لقد آن الأوان لكوفيد أن يجمع الناس مع بعضهم بعضاً.

يوفر لنا كل ذلك وقتاً ضئيلاً للغاية للحديث عن صاحبة الترقية الكبيرة لهذا اليوم وهي وزيرة الخارجية الجديدة ليز تروس. لقد أُعلن عن أنها ستحتفظ بمهامها كوزيرة لشؤون المرأة والمساواة، وهذا ليس إلا مناسباً تماماً، نظراً إلى أن أول عمل يتعين على الوزيرة الجديدة القيام به هو البدء في ترتيب العلاقات مع نظام “طالبان”.

إن الأمر كذلك، لا أكثر ولا أقل تقريباً. أعلن جونسون أن هذه الحكومة الجديدة ستركز “على توحيد البلاد برمتها ورفع مستواها”.

وهذا هو ما سيحدث من دون شك بمجرد أن يكون لدى شخص ما، أي شخص، فكرة ما عما تعنيه هذه العبارة الصغيرة في الواقع.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …