الرئيسية / مقالات رأي / هل توجه إسرائيل ضربة لإيران؟

هل توجه إسرائيل ضربة لإيران؟

بقلم: د. منار الشوربجي – المصري اليوم

 

الشرق اليوم – لم تغب عن مخيلتي طوال الأسبوع الماضي تلك العبارة اللافتة التي قالها وزير الخارجية الأمريكي في لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. فعندما روج الأخير لاستقرار الحكم في إسرائيل حاليا، بعدما شكل حكومته الائتلافية التي تضم أطرافا من اليمين واليسار، علق وزير الخارجية الأمريكي قائلا إن «هناك ما يمكننا أن نتعلمه منكم ونحن نتطلع لأن تعلمونا إياه».

فإسرائيل، عند الوزير الأمريكي، نموذج للديمقراطية التي تحتفي بالتعددية وتقبل فيها الأطراف المختلفة العمل معا مهما كانت اختلافاتهم السياسية. وتبني إدارة بايدن لتلك الفكرة التي روج لها لوبي إسرائيل في واشنطن، عشية الزيارة، هو بمثابة المزيد من التأكيد على أن القضية الفلسطينية تأتي في ذيل أولويات الإدارة التي لن تُقدم، على الأرجح، إلا على «إدارة الصراع» لا تسويته.

غير أن حكاية «النموذج الإسرائيلي» تلك لم تكن وحدها على أجندة لوبي إسرائيل. فلم يكن أقل دلالة أن اللوبي، بكافة منظماته وشخوصه، تبنى علنا وضمنا رسالة مؤداها أن بايدن أكثر احتياجا لبينيت من احتياج الأخير له. فزيارة بينيت جاءت في خضم عملية الانسحاب من أفغانستان وفور التفجير الذي طال محيط مطار كابول. ومن هنا كان مضمون الرسالة أن عملية الانسحاب خصمت من مصداقية أمريكا وثقة حلفائها ببايدن. وبايدن يحتاج للتحالف مع إسرائيل ليستعيد ثقة باقي الحلفاء.

والحقيقة أن إسرائيل كانت من بين أكثر الدول معارضة لذلك الانسحاب. فالاحتلال الأمريكي لأفغانستان كان يضفي الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي. غير أن اللوبي سعى للاستفادة من الانسحاب، عبر عقد مقارنة تستغل الفشل الأمريكي في أفغانستان كفرصة للهجوم على الفلسطينيين وتبرير المزيد من الطلبات الإسرائيلية، والتأكيد على إطلاق يد إسرائيل في اتخاذ القرارات التي تناسبها. فقد كتب أحد رموز اللوبي قائلا إن أمريكا فشلت في بناء الديمقراطية في أفغانستان «مثلما فشلت إسرائيل في بناء نظام حكم فلسطيني ديمقراطي».

وكتب آخر ليعقد مقارنة أخرى بين طالبان وكل من حزب الله وحماس، مشيرا إلى أن أكثر ما يؤرق إسرائيل هو أن الولايات المتحدة «حين تفاوضت مع طالبان تخلت عن تدخلها دوليا من أجل دعم الديمقراطية». ومن ثم، فإن الدول الحليفة صار عليها ضرورة الاعتماد على نفسها فقط لحماية مصالحها وأمنها. وقد استُخدم ذلك المنطق كمبرر لمطالبة بينيت بزيادة المساعدات الأمريكية والحصول على المزيد من الأسلحة الأكثر تقدما.

أكثر من ذلك، كان وراء هذا المنطق ذاته، على ما يبدو، رسالة ضمنية مؤداها أن إسرائيل لن تنتظر الموافقة الأمريكية عند توجيه ضربة لإيران. وتلك الرسالة الأخيرة من الخطورة بمكان إذا ما وضعت في سياق ما حدث في إسرائيل قبل أسابيع من زيارة بينيت.

وقتها تم استدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدى إسرائيل للاجتماع بوزيري الدفاع والخارجية الإسرائيليين. وفي الاجتماع، قال الوزيران إن التقديرات الإسرائيلية تقول إن إيران إذا استمرت بالوتيرة الحالية التي تسير بها في تخصيب اليورانيوم، فإنها ستصبح دولة نووية في غضون سبعين يوما، أي في أوائل أكتوبر القادم. لكن بينيت، على ما يبدو، لم يذكر تلك التقديرات في لقاءاته في واشنطن.

لذلك، فإن السؤال الأهم على الإطلاق، بعد الزيارة، هو ما إذا كانت إسرائيل ستقدم قريبا على توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، دون التشاور المسبق مع واشنطن التي تريد إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

 

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …