الرئيسية / مقالات رأي / 3 إمبراطوريات تنهار في أفغانستان

3 إمبراطوريات تنهار في أفغانستان

بقلم: د.فايز أبو حميدان – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – بهذه العبارة حاول الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، في خطابه الأخير تقليل حدة المرارة والغضب التي أصابت الأمريكيين بعد انسحابهم المُهين من أفغانستان، بالإمبراطوريات كان يُقصد بريطانيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه أضاف لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب الطويلة الأمد بعد 20 عاماً.

فالصورة الليلية لصعود آخر جندي أمريكي إلى الطائرة ستبقى راسخة في الأذهان وسيكون لها مكانة خاصة في التاريخ المعاصر.

كما أن الرئيس معروف بالجملة المشهورة «إنني لن أرسل ابني إلى أفغانستان للدفاع عن النساء الأفغانيات» وعلينا التعلم من الأخطاء وفي المستقبل علينا وضع أهداف يمكن تحقيقها والتي ترتبط فقط بالأمن القومي لأمريكا، استنتاجات وصل إليها الأمريكيون منذ أكثر من 10 سنوات حيث بدأ التفكير الحقيقي بهذا في حقبة أوباما وترامب. وفي خطابه وضع الرئيس الشعب الأمريكي أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانسحاب أو إرسال عشرات الآلاف من الجنود واستمرار الحرب.

فالحرب على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر مشروعة وهي الدفاع عن النفس وبقرار أُممي ولكن البقاء في أفغانستان لمدة 20 عاماً خطأ فادحاً كان ثمنه مرتفع للغاية سواءً كان ذلك في أعداد الضحايا من الأفغان والتي بلغت أكثر من 200 ألف قتيل ومن جانب الأمريكان وجنود التحالف بما يقارب 7 آلاف يضاف إلى ذلك الكلفة المالية 2,3 ترليون دولار مصاريف أمريكا لوحدها دون مراعاة تكاليف الدول الأخرى.

المعيب في المسألة هو الخضوع التام لشروط حركة طالبان أثناء إبرام المعاهدة في فترة حكم الرئيس ترامب والانسحاب الهزلي غير المنظم في عهد بايدن، وعدم التنسيق مع الحلفاء والذين تبلغوا في وقت متأخر عن شروط العقد يضاف إلى ذلك التحضير الكارثي لعملية الانسحاب والفوضى التي عمت البلاد والتي كان آخر ضحاياها 170 قتيلا وأكثر من 200 جريح منهم قتل 13 جنديا أمريكيا و15 جريحا نتيجة للتفجيرين الانتحاريين في مطار كابول قبل أربعة أيام من إنتهاء الانسحاب، ناهيك عن عدم الدقة في إختيار المتعاونين الأفغان الذين يجب ترحيلهم بل تم الترحيل بشكل عشوائي وربما بعناصر معادية للغرب وتتبنى الفكر التكفيري والذي ينسجم مع أفكار طالبان.

الهدف الوحيد الذي تم تحقيقه هو دحر تنظيم القاعدة ولو بشكل جزئي واعتقال عدد من قادته أو تصفيتهم ولكن فكر ومعتقدات هذا التنظيم ما زالت موجوده عند البعض، أما أهداف بعيدة المدى مثل إنشاء قومية ودولة ديموقراطية في أفغانستان على غرار اليابان وألمانيا وكوريا الشمالية فلم يتم تحقيقها، وهناك خطورة لعودة القاعدة رغم تعهد حركه طالبان بعدم تكرار الماضي وتوعدها التعاون مع الدول الحليفة لإنقاذ أفغانستان من الفوضى وعدم وصولها إلى مرحله الدولة الفاشلة، الأيام والأشهر القادمة ستثبت صحة هذه التعهدات التي سيتم مراقبتها من دول العالم والأمم المتحدة بشكل صارم وستكون المفتاح الرئيسي لاستمرار تدفق المساعدات والمعونات لهذا البلد الفقير ومساعدة شعبه على نيل حريته واستقلاله والعيش بكرامة في وطنه.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …