By: Nicholas Bariyo & Benoit Faucon
الشرق اليوم – إن الانقلاب العسكري في جمهورية غينيا الغنية بالمعادن يأتي وسط حالة من عدم استقرار عميقة في جميع أنحاء غرب أفريقيا، حيث سعى القادة الراسخون إلى تمديد حكمهم، رغم ضعف الاقتصادات وتزايد الهجمات “الإرهابية”، مما أثار الغضب بين بعض السكان الأصغر سنا في العالم.
هذا الانقلاب يأتي بعد أسابيع فقط من قيام الجيش في مالي المجاورة بانقلاب ثان خلال عام، وبعد قيام الجيش التشادي بانقلاب في أبريل/نيسان الماضي ليحل محل الرئيس الراحل إدريس ديبي ابنه بعد مقتله في معركة ضد معارضين مسلحين. وفي العام الماضي، فاز رئيس ساحل العاج الحسن واتارا بولاية ثالثة مثيرة للجدل، وترشح للمنصب بعد تعهده في السابق بالتنحي.
إن زعيم الانقلاب في غينيا قائد القوات الخاصة والفيلق الفرنسي السابق، العقيد مامادي دومبويا، قال في بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إن النخب قد أساءت معاملة البلاد وستكون هناك فترة انتقالية مدتها 18 شهرا.
وقال “الغينيون” إن الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد دفع الجيش إلى اتخاذ قرار بتحمل مسؤوليته تجاه مستقبل البلاد.
الرئيس الغيني المخلوع ألفا كوندي، وبمجرد الاحتفال به كأول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد عندما حقق الفوز في عام 2010، قام بتركيز السلطة لديه وقمع المعارضة.
وفي العام الماضي، نشر كوندي الجيش للدفع بإدخال تعديلات دستورية مثيرة للجدل كانت ستمكّنه من البقاء في السلطة حتى عام 2032 عندما يبلغ من العمر 94 عاما.
إن غينيا، التي لديها مخزونات وفيرة من البوكسايت وخام الحديد والذهب والماس، حققت نموا اقتصاديا قويا غالبية العقد الماضي، لكن قلة من مواطنيها استفادوا من هذا النمو.
وفي مواجهة انهيار الإيرادات المرتبط بالوباء، رفعت الحكومة الضرائب بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، في حين ارتفع سعر الوقود بنسبة 20%، مما أدى إلى تفاقم الشعور بالاستياء بين العديد من الغينيين.
وقال أحد كبار المسؤولين الفرنسيين إن دومبويا كان أحد أعضاء الفيلق الفرنسي منذ سنوات عديدة، لكن القوة الاستعمارية السابقة نفت أن يكون لها أي دور في الانقلاب.
وزعم أن فرنسا، التي أجرت تدريبات عسكرية مع غينيا في السنوات الأخيرة، نأت بنفسها عن كوندي بعد أن قام بإصلاح الدستور وفاز بإعادة انتخابه في تصويت وصفته المعارضة بأنه مزور.
وروسيا، التي أعرب سفيرها عن دعمها لإعادة انتخاب كوندي، كانت واحدة من القوى العالمية القليلة التي لا تزال تقف إلى جانب الرئيس المخلوع، الذي كان من أوائل قادة الدول الذين اشتروا لقاح “سبوتنيك في” (Sputnik V) الروسي لفيروس كورونا.
ترجمة: الجزيرة