الرئيسية / مقالات رأي / Mediapart: إثيوبيا.. صفحة جديدة في الحرب الأهلية الدامية

Mediapart: إثيوبيا.. صفحة جديدة في الحرب الأهلية الدامية

BY: MANUEL JOAO RAMOS 

الشرق اليوم – بإعلان رئيس ولاية أمهرة في الأول من سبتمبر/أيلول رسميا تجنيد الشباب من سن 13 لقتال جبهة تحرير إقليم تيغراي المجاور، بدأت مرحلة جديدة من الحرب الأهلية المروعة التي تمزق إثيوبيا.

إن الأزمة تزداد تعقيدا في الوقت الذي يتجاهل فيه العالم هذه المأساة ويدفن فيه الأوروبيون رؤوسهم في الرمال بانتظار فرصة جديدة للحظة “نحن العالم” We are the world في إشارة إلى الأغنية الخيرية التي جمعت عددا كبيرا من فناني العالم عام 1985 لجمع الأموال لمساعدة من كانوا آنذاك يموتون جوعا في أثيوبيا بسبب الجفاف.

إن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية عجزت عن مقاومة هجوم جبهة تيغراي المضاد والمفاجئ الذي أوقف 8 أشهر من القتل الجماعي والاغتصاب التي ارتكبها الجيش والمليشيات الإثيوبية والإريترية، فلجأت إلى إقليم أمهرة ليقوم بتجنيد مئات الآلاف من الشباب ورميهم عمليا دون تدريب تحت رحمة رصاص العدو على الجبهات المختلفة.

وكانت النتيجة إراقة دماء كثيرة لم يتكشف بعد حجمها، في ظل منع القنوات التلفزيونية الدولية من تصوير فيلم الرعب المستمر، ولم يعد اليوم أي من الطرفين المتحاربين يستطيع الدفاع عن براءته في مواجهة الأدلة القائمة على المذابح والاغتصاب والهجمات على المساعدات الإنسانية الدولية.

كما أن الحكومة الإثيوبية، تحت ضغط تقدم تيغراي، بدأت عمليات شراء متسرعة للأسلحة والذخيرة من شركاء قدامى وجدد، وبدلا من إنفاذ اتفاقيات بيع الأسلحة مع الدول الغربية، لجأت إلى الروس والإيرانيين والأذربيجانيين وخاصة الأتراك، على أمل أن يؤدي استخدام الطائرات المسيرة لتعديل مصير حرب لا يبدو أنها ستنتهي إلا بإبادة أحد الخصمين.

وفي الوقت الذي يبدو فيه مجلس الأمن الدولي منقسما بشأن هذه الأزمة إلى حد العجز عن مجرد بلورة مشروع قرار، اتضح أنه لا الاتحاد الأفريقي ولا الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لديهما الأدوات الدبلوماسية اللازمة لإيجاد حلول للصراع، خاصة أن الولايات المتحدة الحليف التقليدي لإثيوبيا فقدت قدرتها على الضغط منذ أن وضعت نفسها إلى جانب مصر في الصراع الإقليمي حول سد النهضة.

إن هذه الحرب الأهلية أصبحت دولية في وقت مبكر عندما دخل الجيش الإريتري سرا الأراضي الإثيوبية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ورأى أنها في الوقت الحالي تهدد الاستقرار الهش بالسودان والصومال وجيبوتي، وتثير لغطا جيوستراتيجيا حول التحكم في الشاطئ الغربي للطريق الرئيسي للتجارة الدولية بالبحر الأحمر.

وبعد أن تم توثيق الأدلة على عمليات القتل الجماعي والاغتصاب شمال إثيوبيا، بدأت الشكوك تتزايد حول أعمال الإبادة الجماعية من قبل الجيوش والمليشيات الإثيوبية والإريترية، مع فظاعة توجيهات القيادة بقتل الرجال والقضاء على خصوبة النساء عن طريق الاغتصاب.

إلا أن جريمة استخدام القوات العسكرية للشباب والأطفال، في الحرب، قد تم الاعتراف بها رسميا منذ الأول من سبتمبر/أيلول، غير أن الأوروبيين يدفنون رؤوسهم في الرمال حتى لا يشاهدوا الحقيقة المؤلمة.

ترجمة: الجزيرة  

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …