الرئيسية / مقالات رأي / Politics: “ميشال بارنييه” المسؤول المرموق في الاتحاد الأوروبي يطمح إلى رئاسة فرنسا!

Politics: “ميشال بارنييه” المسؤول المرموق في الاتحاد الأوروبي يطمح إلى رئاسة فرنسا!

الشرق اليوم- من المنتظر أن يتخذ حزب “الجمهوريون” قراره حول تنظيم انتخابات تمهيدية خلال المؤتمر الحزبي في الشهر المقبل ويحاول إقناع برتراند بالمشاركة فيها، ويقضي خيار آخر بأن يختار المسؤولون في أعلى المراتب مرشّحاً من دون استشارة أعضاء الحزب، لكنّ الشخص الذي سيقع عليه الاختيار سيواجه مصاعب كبرى بغض النظر عن هويته.

بدأ كبير المفاوضين السابق وممثل الاتحاد الأوروبي في ملف “بريكست” محاولاته الحثيثة للوصول إلى رئاسة فرنسا، وهو يراهن على جدّيته وخبرته في العمل الحكومي لبلوغ أعلى منصب فرنسي في عام 2022، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى نتيجة مختلفة… حتى الآن على الأقل!

صرّح ميشال بارنييه للبرنامج الإخباري المسائي على قناة TF1، عشية يوم الخميس قبل الماضي: “في هذه الأوقات الصعبة، أنا مُصمّم على التصدي لكل شيء… أريد أن أصبح رئيس فرنسا المتصالحة مع نفسها وأريد أن أحترم الشعب الفرنسي وأن أضمن احترام فرنسا”.

لم يصبح بارنييه بعد مرشحاً رسمياً، إذ من المنتظر أن يتخذ حزبه “الجمهوريون” قراراً حول تنظيم انتخابات تمهيدية في الخريف المقبل، حيث يستطيع الحزب المحافِظ أن يختار من بين مجموعة مرشحين، وقد أطلق عدد منهم حملته منذ وقت طويل، وسيواجه المرشح النهائي شخصيتَين بارزتَين في السباق الرئاسي لعام 2022 حتى الآن: إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، لكن لم يقرر الحزب المحافِظ طريقة اختياره لمرشّحه، علماً أنه لم يتعافَ بعد من هزيمته الساحقة أمام ماكرون في عام 2017.

تبدو المنافسة باهتة حتى هذه اللحظة، حيث يحصد رئيس إقليم “هو دو فرانس”، كزافييه برتراند، أكبر تأييد في استطلاعات الرأي لكنه رفض المشاركة في أي انتخابات تمهيدية حزبية، أما فاليري بيكريس، رئيسة إقليم باريس، فهي الأقرب إلى برتراند.

انشغل بارنييه بالتجادل مع البريطانيين حين كان حزبه يمرّ بفترة من الركود، وتبرز مفارقة قاسية في مسيرة بارنييه: قد يكون وجهاً مألوفاً بالنسبة إلى البريطانيين (ولو أنه لم يكن يحظى بشعبية واسعة دوماً)، لكنّ الفرنسيين لم يتابعوا جهوده عن قرب بل فضّلوا الابتعاد عن تعقيدات تلك المحادثات نظراً إلى عدم تأثّر حياتهم بها، فلم تكن عودته إلى شؤون بلده الداخلية تجربة مبهجة إذاً.

كان إعلان بارنييه ترشّحه متوقعاً لأنه يخطط منذ وقت طويل للعودة إلى معترك السياسة الفرنسية، وقد أعلن في أوساطه الخاصة قبل الصيف أنه يرى نفسه “قائداً للفريق”.

وفق أحد مساعديه، ارتكز قرار بارنييه بالترشّح على اقتناعه بأن خبرته في العمل الحكومي تضمن تفوّقه على خصومه، فقد تسلم بارنييه مناصب وزارية أربع مرات وأصبح مفوض الاتحاد الأوروبي مرتين قبل أن يترأس فريق عمل “بريكست” في عام 2016.

يقول مساعده: “من الواضح أن خبرته لا تُضاهى، فهو مُطّلع على السياسة الداخلية في بلدته الأم “سافوا” والسياسة الوطنية عموماً وأروقة السلطة في بروكسل، وهذا ما يميّزه عن جميع المرشحين الآخرين، ويحتاج المسؤول إلى مستوى من الجدّية لإدارة البلد”، لكنّ العائق الأساسي أمامه هو افتقاره إلى الكاريزما وضعف حضوره محلياً.

صرّح أحد مناصري بيكريس لموقع Playbook Paris هذا الأسبوع: “لن يكون من مصلحتها أن تترشح خلال الانتخابات التمهيدية ضد رجلٍ تقتصر أكبر إنجازاته على تنظيم الألعاب الأولمبية في ألبرتفيل” (في إشارة إلى جهود بارنييه لإقامة الألعاب الشتوية في فرنسا في عام 1992)، لكن يأمل فريق بارنييه أن تكون الانتخابات التمهيدية الفرصة المناسبة لإصلاح هذا الوضع.

أضاف المساعد نفسه: “لطالما كان صاحب إنجازات بدل أن يكون مجرّد صاحب مواقف، ولهذا السبب، ليس معروفاً بقدر الآخرين، لكن لا يحمل معظم الناس انطباعاً سيئاً عنه، فهم يعرفون أنه قدّم الكثير لبلده”.

يملك بارنييه أيضاً قاعدة من الداعمين، حيث قال وزير الداخلية السابق، بريس أورتفو، إنه يرحّب بترشّح بارنييه من دون الإعلان عن تصويته له، وصرّح أورتفو: “كان يُفترض أن يضفي عهد ماكرون شكلاً من الحداثة على البلد، لكن كان أداؤه أشبه بالهواة. في المقابل، يُعتبر ميشال بارنييه شخصاً جديراً بالثقة ودقيقاً ويتمتع بمزايا عدة مثل الخبرة الواسعة والسمعة الدولية المرموقة”.

وفق فريق بارنييه، تشارك مجموعات عدة في إعداد بيان حملته، منهم مديرون تنفيذيون ومزارعون ورجال أعمال، فهو يُخطط لطرح اقتراحات حول خمسة مجالات سياسية أساسية خلال الأسابيع المقبلة.

يتعلق أكثر اقتراح صادم طرحه بارنييه حتى الآن بتعليق إجراءات الهجرة لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، مما يعني وقف جميع طلبات تصريح الإقامة، باستثناء تلك التي يقدّمها طالبو اللجوء والطلاب، وفي مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” يوم الخميس قبل الماضي، اقترح بارنييه أيضاً تنظيم استفتاء حول الهجرة في حال انتخابه رئيساً لفرنسا، فكشف بذلك عن نزعة يمينية أكثر تشدداً من ماكرون، لكن المصاعب التي تلوح في الأفق تتعدد.

تكشف استطلاعات الرأي أن أياً من المرشحين المحافظين لن يتجاوز الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن يفوز ماكرون على لوبان خلال الجولة الثانية، ويذكر استطلاع رأي جديد أجرته شركة “إيبسوس” الإحصائية أن 15% من الفرنسيين سيصوّتون لبرتراند، و14% لبيكريس، و11% فقط لبارنييه خلال الجولة الأولى.

من المنتظر أن يتخذ حزب “الجمهوريون” قراره حول تنظيم انتخابات تمهيدية خلال المؤتمر الحزبي في الشهر المقبل ويحاول إقناع برتراند بالمشاركة فيها، ويقضي خيار آخر بأن يختار المسؤولون في أعلى المراتب مرشّحاً من دون استشارة أعضاء الحزب، لكنّ الشخص الذي سيقع عليه الاختيار سيواجه مصاعب كبرى بغض النظر عن هويته.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …