الشرق اليوم- منذ أن عادت حركة “طالبان” إلى السلطة، تتركز أنظار العالم على أفغانستان بالتزامن من انسحاب الولايات المتحدة، والسؤال الملح: كيف ستتصرف طالبان؟ وهل تغيرت بعد غيبة 20 عاما؟
في محاولة للإجابة على هذا السؤال، سنستعرض معلومات عن أهم قادة الحركة المرشحين لأداء أدوار في توجيه سياسات السلطة المقبلة وإدارة دفة الحكم.
يتصدر قائمة زعماء الحركة، قائدها الأعلى، الملا هيبة الله أخوند زاده، وهو ثالث زعيم لطالبان منذ ظهورها في البلاد بعد الملا عمر وأختر منصور.
تقول المعلومات المتوفرة عن الملا هيبة الله أخوند زاده، إنه ولد في قندهار وقد يكون ذلك في عام 1961، وكان والده إماما في منطقة ريفية.
وكان زاده قد شارك من بعيد في النشاطات المضادة للسوفيات في أفغانستان قبل أن ينتقل مع أسرته إلى باكستان، حيث استقر في مدينة كويتا شمال البلاد، والتحق بمدرسة دينية هناك.
انضم أخوند زاده إلى حركة طالبان التي نشأت في أكناف المدارس الدينية في عام 1994، وتولى في عهد طالبان الأول بين عامي 1996 – 2001، ترأس إحدى المحاكم الشرعية.
وتولى الرجل قيادة طالبان في مايو عاك 2016 بعد مقتل سلفه أختر محمد منصور في غارة لطائرة مسيرة أمريكية.
ويوصف أخوند زاده بأنه يعمل في سرية تامة، ويكتفي ببث رسائل أحيانا في الأعياد الدينية، وأنه تمكن من توحيد الحركة بعد أن مزقتها الصرعات بعد مقتل الملا منصور.
الشخصية الثانية في قائمة قادة طالبان، هي الملا عبد الغني برادر، وهو أحد مؤسسي الحركة، ود وُلد في ولاية أرزغان جنوب البلاد، ونشأ في قندهار، وشارك في القتال ضد الاتحاد اليوفييتي نهاية السبعينيات.
اعتقل عبد الغني برادر في عام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية وكان حينها في منصب القائد العسكري للحركة، وأطلق سراحه في عام 2018، بضغط من واشنطن، حسب تقارير.
وكان برادر تولى رئاسة مكتب طالبان السياسي في الدوحة، ومن هناك قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أفضت إلى انسحاب قواتهم وحلفائهم من البلاد.
ومن بين أبرز قادة طالبان، يأتي شير محمد عباس ستانيكزاي، وكان في منصب نائب وزير لطالبان قبل الإطاحة بحكم الحركة، وهو يقيم في العاصمة القطرية الدوحة منذ 10 سنوات، وشارك في المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، ومثل الحركة في مهمات دبلوماسية إلى عدة دول.
ومن بين القادة أيضا، سراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني، أحد اشهر القادة الأفغان، ومؤسس شبكة حقاني القوية، والتي تصفها واشنطن بأنها من أخطر الفصائل التي قاتلت الأمريكيين وقوات الناتو في أفغانستان خلال عقدين من الزمن.
وتشتهر شبكة حقاني بشراستها وباستخدام العمليات الانتحارية وبأنها الأكثر تنظيما، وتنسب إليها أعنف الهجمات التي نفذت في أفغانستان في السنوات الأخيرة.
وكان سراج الدين حقاني الذي يبلغ من العمر 45 عاما، قد نشر في عام 2020 مقالا في صحيفة نيويورك تايمز، كشف فيه عن موقف لافت، حيث كتب يقول: “لأكثر من أربعة عقود، تهدر حياة الأفغان الغالية كل يوم. لقد سئم الجميع الحرب. أنا مقتنع بضرورة وقف القتل والتشويه”.
ويضاف إلى قادة طالبان الكبار، الملا يعقوب، نجل الملا محمد عمر، ورئيس اللجنة العسكرية صاحبة النفوذ الكبير في أوساط الحركة. ويستمد الرجل مكانته من والده الذي كان زعيما لطاليان.
القيادي السادس البارز في حركة طالبان هو عبد الحكيم حقاني، وهو رئيس فريق طالبان التفاوضي، ويقف أيضا على رأس “مجلس علماء الدين” ويوصف بأن من أكثر المقربين من زعيم الحركة الملا هيبة الله أخوند زاده.
المصدر: فرانس برس