By: Jean Guisnel
الشرق اليوم – عند البحث في تصور أجهزة الأمن المتخصصة لعالم المستقبل، يبدو أن رواية “الأسطول الشبح” للكاتبين الأميركيين بيتر وارين سينغر، وأوغست كول، غالبا ما يتم الاستشهاد بها، بل إنها على مكاتب أعلى السلطات العسكرية الفرنسية، وكأنها مفتاح لفهم ما سيكون عليه مستقبل عالمنا بعد 20 أو 30 عاما، عندما تهاجم الصين أميركا وتسيطر على العالم. يتخيل الكاتبان الأميركيان المتخصصان في مجال الإثارة والتشويق سيناريو كارثيا تفاجئ فيه بكين أميركا بهجوم ساحق في عام 2040، تدمر خلاله حواسيبها وشبكات الأقمار الصناعية وتحيل اتصالاتها وقدراتها القتالية إلى العدم تقريبا، وتسيطر على العالم.
إن الكاتبين لهما خبرة مشهودة في هذا الباب، حيث كان الأول منهما مشهورا في مجال البحث الإستراتيجي الأميركي، وهو عضو في مؤسسة أميركا الجديدة التقدمية، وكان يكتب بشكل خاص عن الجهاز السياسي العسكري الصيني عندما كان عضوًا في معهد بروكينغز، وقد كان مستشارًا لوزارة الخارجية، كما أن شريكه في تأليف القصة التي كتبت عام 2015، ونشرت للتو في فرنسا، صحفي معروف.
يتخيل الكاتبان أن الصين كانت قادرة على تدمير كل شيء، حتى الغواصات النووية وحاملات الطائرات باستخدام الليزر الفضائي، لتستولي قواتها المتعاونة مع الجيش الروسي على هاواي. لكن الكاتبين يتوقعان أن يكون رد فعل البحرية الأميركية منخفض التقنية، باستخدام السفن القديمة، أسطول الأشباح وطائرات المقابر من زمن الحرب الباردة القديمة التي أعيدت إلى الخدمة بإلكترونيات قديمة، غير أنها عصية على التدمير.
ويحاول الكاتبان إظهار أن الحروب المستقبلية قد يكون النصر فيها بوسائل قديمة، حيث إن بقية الأسطول الشبح يعود إلى الخدمة دون أن تحمل سفنه وسائل تساعد في رصدها من خلال البث، مما يحول الصينيين إلى العمى، لأنهم “لم يعودوا قادرين إلا على جمع معلومات هزيلة، لأن السفن لم تعد ترسل بيانات، وليست لديها شبكة محلية فيما بينها، وهي تكتفي في الغالب بإشارات ومضات الضوء، وهي وسائل الاتصال البحري القديمة، من أجل إخفاء الموقع والمسار الذي يتبعه الأسطول بشكل أفضل”، وفي النهاية تنتصر الولايات المتحدة كما يتوقع.
إن ما يشبه الاعتذار الذي تقدم به الكاتبان عندما كتبا أن القصة “عمل خيالي وليست تنبؤا”، وسألتهما هل كتاب الخيال يرون المستقبل أفضل من المهندسين والمتنبئين؟ فردا بأن “كتاب الخيال والفنانين مجهزون جيدا لاستكشاف المستقبل بطريقة ملهمة وواقعية وحتى حذرة، لأن الروايات أو القصص القصيرة هي أدوات أساسية لمن يحاولون فهم ما يخبئه المستقبل أو الاستعداد له أو حتى تجنبه”.
إن “الأسطول الشبح” ليست سوى رواية، رغم البحث المكثف والتذكير بأن هناك العديد من أنواع المستقبل، كما أن تحقق عنصر أو أكثر من القصة الآن أو في السنوات القليلة المقبلة، لا يسلب طبيعتها الخيالية التي تركز على الشخصيات ورسالة الكاتبين.
ترجمة: الجزيرة