By: J. Mother. Rigger
الشرق اليوم- بعد ساعات من هجوم لتنظيم «داعش» في أفغانستان قتل فيه أكثر من عشرة جنود أميركيين، واصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مساعيه لإعادة كتابة التاريخ الخاص بالصفقة التي أبرمها مع «طالبان» في عام 2020. فقد أعلن ترامب في الأيام القليلة الماضية قائلاً: «كان لدينا اتفاق رائع ولم يكونوا يقتلون جنودنا»، مقارناً بين تقلص الهجمات على القوات الأميركية بعد إبرام اتفاق مع «طالبان» وبين «الخطر الهائل» الذي قال إنه يواجه القوات الأميركية في ظل الاتفاق الأمني الذي تفاوض فيه الرئيس الحالي جو بايدن مع «طالبان». ولم يذكر ترامب أن الاتفاق الذي أبرمه تطلّب تنازلات أميركية كبيرة كي تتعاون «طالبان»، حتى في وقت واصلت فيه «طالبان» الهجوم على القوات الأفغانية وقتل أفرادها بعد توقيع الاتفاق.
والاتفاق توقف أيضاً، في جانب منه، على سحب كل القوات الأميركية في غرة مايو، وهو الموعد الذي أطال بايدن أمده. وفي الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على إنهاء الإجلاء مع الاعتماد على «طالبان» في المساعدة الأمنية، ينتقد مسؤولو ترامب الانسحاب الذي دعوا هم أنفسهم إليه والمفاوضات مع «طالبان» التي أيدوها من قبل. ففي عام 2018، أشادت نيكي هيلي، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، بتواصل إدارة ترامب مع «طالبان». وأعلنت هيلي حينذاك قائلةً: «نشهد تقارباً في المحادثات مع (طالبان) وفي عملية السلام لم نشهده من قبل قط». وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، ها هي هيلي تنتقد إدارة بايدن لتواصلها مع «طالبان».
وصرحت هيلي بأنه أحياناً يضطر المرء إلى التفاوض مع الشيطان، «لكن عليه أن يتفاوض معه من موقع قوة. ليس لدينا حرفياً ورقة ضغط في الوقت الحالي على (طالبان)». وفي عام 2019، دافع مايك بومبيو، وزير الخارجية حينذاك، عن مفاوضاته مع «طالبان» مصرحاً لشبكة «سي. إن. إن» بأنه يثق فيما تقوله «طالبان» لكنه سيتحقق منه. وبعد شهور، صرح لشبكة «فوكس نيوز» بأنه يتوقع أن تلتزم «طالبان» باتفاقها. وصرح قائلاً: «اجتمعت معهم شخصياً، وناشدتهم الصدق، فأعادوا تأكيد الالتزام». وبعد 17 شهراً، بعد استيلاء «طالبان» على كابول، صرّح بومبيو لـ«فوكس نيوز» قائلاً بأنه لم يثق قط في «طالبان».
ففي يوم 15 أغسطس، صرح بومبيو قائلاً: «لم نثق قط في (طالبان). يمكنك أن تسألهم بنفسك. لقد أوضحنا بشكل كبير أنهم إذا لم يلتزموا بهذه الوثيقة وبالكلمات التي تعهدوا بها على أرض الواقع، لن نسمح لهم بالتحلل من أي اتفاق أبرموه، بل سنسحقهم». والآن مع مسارعة إدارة بايدن بإجلاء عشرات الآلاف من الأميركيين والأفغان من أفغانستان، تحول ترامب إلى انتقاد بايدن والاتفاق الذي أبرمه مع «طالبان» قبل نحو 18 شهراً. فقد صرح ترامب، في 17 أغسطس الجاري، قائلاً إنه «اتفاق رائع من نقاط مختلفة كثيرة. وبصراحة لم يكن بايدن مضطراً للالتزام بهذا الاتفاق»!