BY: Bhaskar Sunkara
الشرق اليوم – عندما قال جو بايدن إنه كان ينهي انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هذا الشهر، تماشياً مع الخطط التي وضعتها إدارة ترامب، كان رد الصحافة التقليدية عدائيا. وبعد سيطرة طالبان على البلاد، ازداد العداء.
خلال سنوات إدارة ترامب، قدمت صحف أمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست نفسها على أنها الدفاعات الأخيرة للحرية ضد “الاستبداد الزاحف”.
لكن رغم كل هذا الحديث عن “الدفاع عن الحرية”، فإن وسائل الإعلام الشعبية لديها “تاريخ في الدفاع الانعكاسي عن العسكرة والتدخلات والاحتلالات الأجنبية”.
بايدن، الذي تجرأ على الوفاء بوعد حملته وإنهاء أطول حرب في أمريكا، يكتشف ذلك بالطريقة الصعبة.
يقول إيريك ليفيتز في مجلة نيويورك، إن وسائل الإعلام أحدثت رد فعل عنيفا ضد بايدن، حيث وصفت وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز الانسحاب بأنه “إخفاق مذل”.
بالنسبة لهيئة تحرير نيويورك تايمز، يوصف احتلال أفغانستان لمدة عقدين بأنه مشروع بناء دولة يعكس الإيمان الأمريكي الراسخ بقيم الحرية والديمقراطية.
كما أن أساس الرواية الإعلامية السائدة هو ترديدها لصدى ما يقوله “ما يسمى بالخبراء في أفغانستان”، مثل السفير السابق ريان كروكر، الذي تمنى في مقال رأي آخر في الصحيفة نفسها أنه بدلاً من الانهيار بعد عقدين من الزمن، لربما كان يجب أن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان لأكثر من نصف قرن، كما فعلت أمريكا في شبه الجزيرة الكورية.
وكما يشير الكاتب جيت هير، فإن الوضع الراهن لم تكن تكلفته عادية بالنسبة للأفغان العاديين. إذ أن “الرقم المأساوي لأكثر من 2000 جندي أمريكي قتلوا في البلاد ضئيل مقارنة بأكثر من 200 ألف أفغاني قتلوا منذ عام 2001”.
إن وسائل الإعلام هذه تجاهلت الفوضى المتصاعدة لسنوات، للتركيز عليها لاحقا فقط كوسيلة لانتقاد بايدن. لقد تجاهلوا دورهم في التشجيع على “حرب على الإرهاب” كانت “مضللة” وألقوا باللوم في “عقدين من الغطرسة الإمبريالية على الرئيس الذي أوفى أخيرا بوعوده بمغادرة البلاد ضد رغبات البعض في حزبه”.
وما يكمن وراء معظم هذا النهج هو “إخلاص وسائل الإعلام السائدة لإجماع ما يسمى بالخبراء”. إن وسائل الإعلام هذه “تضع آراء مسؤولي المخابرات والجيش السابقين في مرتبة أعلى من آراء الرئيس المنتخب ديمقراطياً من قبل 81.3 مليون شخص ويتبع سياسة يدعمها 70 في المئة من الأمريكيين”.
بايدن فعل شيئا جيدا ووسائل الإعلام “تريد قتله” بسبب ذلك.. يجب أن يرد على ازدرائهم ويدافع عن أفعاله أمام الشعب الأمريكي.
ترجمة: BBC