بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – عاد الحديث أخيراً عن ضرورة عودة سوريا للحضن العربي والعمل في الإطار العربي وإنهاء هذا الجرح النازف، بما يضمن وحدة البلد واستقرار كيانه والدفع بالحل السياسي، خصوصاً في ظل معاناة الشعب السوري على مدار سنوات طويلة من الحرب ومحاولات دول إقليمية للانتقاص من وحدة هذا البلد وسلامة أراضيه. سوريا بلدٌ عربي الهوية والانتماء بالتاريخ والجغرافيا والثقافة، ومن الضروري أن يكون للدول العربية موقف واضح في إيجاد حلول سياسية للأوضاع المتأزمة هناك، بدلاً من أن تتولاها دول أخرى، وأن تكون الخيارات العربية حاضرة، وأن تساهم إيجاباً تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري، حيث إن توفر مظلة عربية جيدة لسوريا يمكّنها من تجاوز عثرتها الحالية، كما يمثل قيمة مضافة تشكل مصلحة لجميع الأطراف.
ما يجرى في هذا البلد، تتردد أصداؤه وآثاره فيما وراء حدوده، ولا شك أن الأطراف العربية ذات الاهتمام بالأزمة السورية، تأثرت أكثر من غيرها، وعلى مستويات مختلفة، لذلك فمن دون استقرار سوريا، لن تنعم المنطقة.. بالاستقرار في ظل وجود الجماعات الإرهابية، وقد حان الوقت للتفكير بعمق في المسار والآليات التي يجب اتباعها والدفع بمسار سياسي جاد، وذي مصداقية تتحمل فيه كل الأطراف مسؤولياتها التاريخية أمام الملايين من أبناء الشعب السوري، لتحقيق طموحاته بالعيش بحرية في بلد آمن ومستقل ومستقر.
ولا شك أن جميع الأطراف أدركت واتفقت على أن الحل في سوريا ليس عسكرياً، بل حل سياسي. وعليه فإن الحرص على تحقيق استقرار سوريا ووحدتها واستقلالها وجعله فوق المصالح السياسية الضيقة يجب أن يكون الركيزة الأساسية لأي حل مستقبلي بين مختلف الأطراف، وحقيقة أن هناك جهوداً عربية قد قطعت مسافة مهمة من أجل إنهاء تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، ومن المرتقب تفعيلها خلال القمة العربية المرتقبة في الجزائر، وقد حان الوقت لاستخدام الحكمة والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي عبر الحل العربي.