الشرق اليوم – إن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) حقق قفزة إلى الأمام في السباق العالمي للحصول على وصول خاص إلى أرشيف جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، الذي تحاول العديد من أجهزة الاستخبارات وإنفاذ القانون الغربية الوصول إليه منذ مدة.
3 من كبار ضباط الوكالة الأميركية تمكنوا من تأمين تصريح من السلطات السودانية للوصول بشكل انتقائي إلى أرشيف جهاز الأمن والمخابرات الوطني (NISS)، أثناء زيارة للخرطوم في 26 يوليو/تموز.
كما أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني -الذي يرغب في مساعدة مكتب التحقيقات الفدرالي في عدد من تحقيقات مكافحة الإرهاب- قد استضاف خلال عقد التسعينيات والعقد الأول من القرن 21، عناصر من جماعات توصف أميركيا “بالمتطرفة”، منها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان.
إن مبعوثي مكتب التحقيقات الفدرالي، التقوا وزير الداخلية السوداني ورئيس الشرطة الوطنية، وعرضوا المساعدة على الحكومة السودانية والتعاون معها خلال المرحلة الانتقالية.
وقد أعلنت وزارة الداخلية السودانية في مارس/آذار الماضي عن وصول فريق أمن من مكتب التحقيقات الفدرالي، للمساعدة في التحقيقات التي كانت تجريها السلطات حينها حول محاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
وساد التوتّر العلاقات بين الولايات المتحدة ونظام البشير الذي تولّى السلطة عام 1989، وتبنّى مرجعية إسلامية، واستضاف زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلاده فترة.
وبعد اعتداءين استهدفا السفارتَين الأميركيّتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، دمّرت الولايات المتحدة بهجوم صاروخي “مصنع الشفاء” للأدوية في السودان، متّهمةً إيّاه بتصنيع غاز للأعصاب، وهو ما نفته الخرطوم بشدة.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، أقام جهاز المخابرات السوداني تعاونا مع جهاز المخابرات الأميركية (سي آي أي) (CIA)، أملا في إزالة السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، ولكن العلاقات بين البلدين ظلت تطبعها حالة من التوتر رغم تلك المحاولات.
بيد أن العلاقة بين الطرفين شهدت تحسنا مطردا منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، ثم لاحقا بعد إعلان الخرطوم تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
ترجمة: الجزيرة