By: Michael Fallon – The Independent
الشرق اليوم– لعبة اللوم لا توصلنا إلى أي مكان. لا تساعد في إعادة الناس إلى ديارهم، ولا توفر أي عزاء لأولئك الذين سيضطرون إلى البقاء في أفغانستان. نعم، كان على الولايات المتحدة استشارة حلفائها. نعم، كان علينا نحن أيضاً أن نكون أكثر استعداداً؛ نعم، كان ينبغي أن نبذل جهداً أكبر على مدار 20 عاماً لبناء القوة الجوية الأفغانية والقدرة التقنية لجيشها، ومعالجة الفساد، والحد من محصول الخشخاش.
والأصعب والأهم من ذلك بكثير هو إيجاد أفضل السبل لمساعدة أولئك الذين تركناهم خلفنا، وتحديد الطريقة المناسبة للتعامل، مرة أخرى، مع نظام “طالبان”.
والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى عشرات الآلاف الذين يحاولون المغادرة، هناك ما يقرب من مليون نازح داخلياً. لذا، من الضروري إبقاء مطار حامد كرزاي مفتوحاً، لإخراج مزيد من الأشخاص، ولكن أيضاً للحصول على المساعدات الغذائية والطبية. وذلك يعني التفاوض على ممر أمن يمكن أن يظل فيه المطار تحت السيطرة الدولية، سواء عن طريق الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو حتى المملكة المتحدة مع حلفاء آخرين.
تالياً، علينا إعادة بناء تحالف دولي يمكنه إقناع حركة “طالبان” بأن من مصلحتها الحؤول دون عودة ظهور ملاذات إرهابية قادرة على إجراء تدريبات أو التحفيز على شن هجمات على الغرب. بدورها، قد تحتاج “طالبان” إلى مساعدة في المعونة الإنسانية، وبعض صلاحيات الولوج إلى النظام المالي الدولي.
وثالثاً، لا فائدة من إساءة معاملة الرئيس بايدن. بالطبع، كان على الولايات المتحدة إشراك الحلفاء في تخطيطها للانسحاب، لكن تلك كانت مهمة “الناتو”، حلف شمال الأطلسي. و”الناتو”، الحلف الأقوى والأقدم بين جميع التحالفات الدولية، هو الذي يحتاج إلى اهتمامنا العاجل. قبل سبع سنوات، اتفقنا على زيادة إنفاقنا الدفاعي إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي: وحاضراً، لا يحقق ذاك الهدف سوى عشرة من الأعضاء الثلاثين. والأسوأ من ذلك، أن “الناتو” لم يحدد سياسة التعامل مع الصين، الفائزة الكبرى من سقوط كابول، أو مع أفريقيا، حيث ستتعزز آمال المتطرفين الإسلاميين بشكل كبير بسبب سرعة استيلاء “طالبان” على السلطة.
إذاً، تلك هي المهام الحقيقية التي تنتظر بريطانيا الآن. أولاً، ستكون الهند هي الدولة الأكثر قلقاً في شأن انهيار أفغانستان: خلال زياراتي للمنطقة، لطالما أظهر مستشار الأمن القومي الهندي أنه الأنفذ بصيرة والأكثر منطقية [تتحلى مواقفه بالوضوح]. بالتالي، تحتاج الشراكة الدفاعية والأمنية بين المملكة المتحدة والهند إلى إعادة تنشيط، مع برنامج أكثر اكتمالاً في التعاون الصناعي والمناورات والتدريبات المشتركة.
ثانياً، إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن القوة العسكرية الأكثر قدرة هي فرنسا. في الواقع، تحملت فرنسا عبء التصدي للتطرف الإسلامي عبر منطقة الساحل [في أفريقيا] بمساعدة محدودة من الحلفاء، ولكن للأسف، يبدو أن التعاون الإنجليزي – الفرنسي قد أهمل منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من كل الصعوبات، نحن بحاجة مرة أخرى إلى هذا الوفاق النشط والودي.
أخيراً، يجب أن نؤدي دوراً ريادياً في “الناتو”، ساعين إلى تحديث قدراته وتبسيط آلية اتخاذ القرار فيه، كما ينبغي أن نساعد على تعزيز الأمن الأوروبي، حتى خارج الاتحاد الأوروبي، إذ إن الإرهاب الإسلامي والعدوان الروسي والهجرة الجماعية تهددنا جميعاً في أوروبا الغربية.
التضحية بأرواح 457 بريطانياً وخدمة مئة ألف من جنودنا الشجعان على مدار 20 عاماً لن تذهب سدى إذا تعلمنا الدروس الصحيحة. الحق في العيش بسلام مع الجيران، وحق الصبيان والبنات في تلقي تعليم كامل، وبالطبع، الحق في تغيير حكومة سيئة… هذه قيم عالمية جامعة وعامة. والدفاع عن تلك القيم التي تسري على أعماق هلمند كما على هيرتفوردشاير، يتطلب التزاماً كبيراً، وقيادة وشراكة دوليتين، وقبل كل شيء صبراً استراتيجياً. في المرة القادمة، يجب أن نكون جميعاً أقوى لفترة أطول.