by: Kathleen Parker
الشرق اليوم – إن الصور التي بُثت عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان والصور التي نُشرت قبل عقود عن فظائع حرب فيتنام كان يجب أن تقنع الولايات المتحدة بأنه لا يمكنها، ويجب ألا تحاول تشكيل بلدان أخرى على صورتها الخاصة.
كان يجب على الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ غزو أفغانستان أن تتوقع أنها ستفشل في النهاية لأن هذه البلاد تاريخيا هي المكان الذي تذهب إليه الدول الأخرى لتفشل، وكان يجب عليها أن تكون قد توصلت إلى أن قصف وقتل أعضاء حركة طالبان لن يجعلهم يحبون الولايات المتحدة أو يحبون مبادئها الديمقراطية، كما كان يجب أن تتوقع هذه الإدارات أن تنهار حكومة وجيش يقفان بدعم الغرباء في مواجهة أعداء داخليين أكثر شراسة.
ما فعلته أميركا في أفغانستان هو ما فعلته من قبل في فيتنام، فيبدو أن تورطها في أفغانستان لم يكن مجرد تقييم ضعيف أو عدم كفاءة، بل كان قرارا مقصودا ومحسوبا يتوخى الكذب على الشعب الأميركي ويترك أبناءهم وآباءهم يموتون من أجل لا شيء.
من الصعب التقاط صور مؤثرة للغطرسة الأميركية وعدم الكفاءة والخيانة في إطار واحد، لكن تضحية والدة بطفلها وتسليمه لشخص غريب، وحشودا تتسلق لتقف على منحدر مخرج في مطار كابل “هي صور بلادنا”.
ستنضم هذه الصور الآن إلى صور حرب فيتنام الذي يتضمن صورة تلك الطفلة الصغيرة التي تركض عارية من هجوم النابالم، في كتالوج من الصور الذي يجب أن يذكر أميركا بأخطائها الكبيرة في العالم.. دعونا نأمل أننا قد تعلمنا الدرس هذه المرة.
إن هذه الصور تلتقط اليأس والأمل والخوف والشجاعة والعذاب، وفي كثير من الأحيان الموت.. لقد تأثرنا وحزنا وشعرنا بالاشمئزاز والغضب، حتى عندما شعرنا بالعجز وسط الفوضى البعيدة. لسنا محصنين ضد معاناة الآخرين ولكن كلماتنا المعبرة عن شعورنا بألم الآخرين هي بالتأكيد كلمات باردة لأشخاص مرعوبين.
ترجمة: الجزيرة