الرئيسية / الرئيسية / أفغانستان: الولايات المتحدة تبدأ بإجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة كابول

أفغانستان: الولايات المتحدة تبدأ بإجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة كابول

الشرق اليوم- أعلن مسؤولان أمريكيان اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة بدأت إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال أحد المسؤولين لـ “رويترز”، طالباً عدم نشر اسمه “لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، ومعظم الموظفين مستعدون للمغادرة… السفارة تواصل عملها”.

وكان من المتوقع بدء إجلاء معظم الدبلوماسيين الأحد في ظل مواصلة حركة “طالبان” تقدمها الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من دخول كابول.

وفي السياق ذاته، رفع الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت 14 أغسطس، عديد القوات الأميركية المرسلة إلى أفغانستان للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان، محذراً حركة “طالبان” الزاحفة إلى كابول من عرقلة هذه المهمة.

وقال بايدن إنه بعدما أجرى استشارات مع فريقه للأمن القومي قرر إرسال “نحو خمسة آلاف” جندي أميركي، أي أكثر بألفين من العديد المقرر، موضحاً أن هؤلاء الجنود سينتشرون في أفغانستان لتنظيم الإجلاء وإنهاء المهمة الأميركية بعد 20 عاماً من العمليات الميدانية.

ودافع بايدن مجدداً عن قراره سحب الجيش الأميركي من أفغانستان، قائلاً “أنا رابع رئيس يتولى المنصب في ظل وجود قوات أميركية في أفغانستان”، مؤكداً “لن أورّث هذه الحرب إلى رئيس خامس”.

وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث السبت مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في شأن “أهمية الجهود الدبلوماسية والسياسية الجارية للحد من العنف”.

سقوط مزار الشريف وجلال أباد

وصباح الأحد، قال مسؤولون، إن “طالبان” سيطرت من دون قتال على مدينة جلال أباد الرئيسة في شرق أفغانستان، لتؤمن بذلك الطرق التي تصل البلاد بباكستان.

وقال مسؤول أفغاني في جلال أباد لـ”رويترز” “لا توجد اشتباكات حالياً في جلال أباد لأن الحاكم استسلم لطالبان…فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”.

وأكد مسؤول أمني غربي كذلك سقوط المدينة التي كانت واحدة من بضع مناطق رئيسة مجاورة للعاصمة كابول تسيطر عليها الحكومة.

وكانت “طالبان” سيطرت على مدينة رئيسة في شمال أفغانستان، السبت، ما أدى إلى فرار القوات الأفغانية واقتراب الحركة في شكل أكثر من العاصمة كابول، حيث سارعت الدول الغربية لإجلاء مواطنيها من المدينة.

وأكد مسؤول محلي سقوط مدينة مزار الشريف. وتعد الآن كابول وجلال أباد في شرق أفغانستان المدينتين الكبيرتين الوحيدتين اللتين لم تسقطا في يد “طالبان”.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في إعادة قوات لأفغانستان لإجلاء رعاياهما وسط مخاوف من إمكان اجتياح كابول.

وقال أفضل حديد رئيس المجلس المحلي في إقليم بلخ لوكالة “رويترز” إن قوات الأمن من مزار الشريف هربت باتجاه الحدود.

وأضاف “طالبان سيطرت على مزار الشريف”، مضيفاً أن المدينة سقطت على ما يبدو من دون قتال. وقال إن الجنود تركوا العتاد وتوجهوا نحو المعبر الحدودي.

وتابع قائلاً “جميع القوات الأمنية غادرت مدينة مزار” على الرغم من استمرار الاشتباكات المتفرقة في منطقة واحدة قرب وسط المدينة.

وفر اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ، وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دستم.

وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه جرى تسليم إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، إلى طالبان نتيجة “مؤامرة”.

وفي وقت سابق السبت، استولى عناصر “طالبان” على بلدة جنوب كابول تعد إحدى بوابات العاصمة.

وفر أفغان كثيرون من الأقاليم إلى العاصمة بسبب القتال والخوف من عودة الحكم الإسلامي المتشدد مع انهيار مقاومة القوات الحكومية الأفغانية.

وقال أحد السكان، إنه مع حلول ليل السبت تجمع المئات في خيام أو في العراء في المدينة أو على جوانب الطرق أو في مواقف للسيارات. وأضاف “يمكنكم أن تروا الخوف في وجوههم”. وقال سكان، إن كثيرين في كابول يخزنون الأرز وغيره من المواد الغذائية والإسعافات الأولية.

وعقد الرئيس الأفغاني أشرف غني محادثات عاجلة مع زعماء محليين وشركاء دوليين.

وقال غني في كلمة مقتضبة نقلها التلفزيون “بصفتي رئيسكم، ينصب اهتمامي على الحيلولة دون تفاقم انعدام الاستقرار والعنف وتشريد شعبي”. وأضاف أنها تجري مشاورات مع الحكومة والزعماء المحليين والساسة والزعماء الدوليين.

لم يعطِ غني أي إشارة تحمل رداً على مطالبة “طالبان” له بالتنحي من أجل إجراء أي محادثات حول وقف إطلاق النار والتسوية السياسية، وقال إن الأولوية تتمثل في إعادة دمج قوات الأمن والدفاع “وثمة إجراءات جدية تُتخذ في هذا الصدد”. وقالت قطر، التي تستضيف محادثات سلام لم تحقق نتيجة حاسمة حتى الآن بين الحكومة الأفغانية و”طالبان”، إنها حثت الحركة على وقف إطلاق النار خلال اجتماع مع ممثليهم اليوم.

الإطباق على كابول

في وقت سابق، سيطرت “طالبان” على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالى 70 كيلومتراً جنوب كابول، حسبما قال عضو مجلس إقليمي محلي لـ”رويترز” شريطة عدم نشر اسمه.

لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب “طالبان” بشكل أكبر من كابول من خلال بل علم، وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.

وتأتي سيطرة “طالبان” على المدينة، التي يمكن شن هجوم منها على العاصمة، بعد يوم من سقوط ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في أيدي عناصر الحركة. وتقول “طالبان” إنها على وشك الاستيلاء على بلدة ميدان شهر القريبة من كابول.

وأكد مسؤول في الحكومة الأفغانية، الجمعة، سيطرة “طالبان” على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد، وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاماً.

وسقطت مدينة هرات التي تقع في الغرب على الحدود مع إيران في قبضة “طالبان”.

ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد المدينة معقل حركة “طالبان” التي ظهرت في عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية 2001، كما تقع بالقرب من بلدة سبين بولداك وهي إحدى نقطتين رئيستين لدخول باكستان ومصدر رئيس لعائدات الضرائب.

والمدينة الرئيسة الوحيدة التي لا تزال الآن تحت سيطرة الحكومة خارج كابول هي جلال أباد الواقعة بالقرب من الحدود الباكستانية في الشرق.

المصدر: اندبندنت عربية

شاهد أيضاً

الذهب يحقق أفضل أداء سنوي

الشرق اليوم- سجلت أسعار الذهب، الجمعة، أفضل أداء أسبوعي لها في عام، مدفوعة بالطلب المتزايد …