الرئيسية / مقالات رأي / قمة دول الجوار وفرص النجاح

قمة دول الجوار وفرص النجاح

الشرق اليوم- يستعد العراق لاستضافة “قمة دول الجوار” أواخر الشهر الحالي، بمشاركة قادة الدول المجاورة له، إضافة إلى دول عربية وأوروبية أخرى من بينها فرنسا، لمناقشة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها العراق ودول المنطقة، والبحث عن حلول ممكنة للعلاقات المتوترة بين بعض هذه الدول والتي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، إضافة إلى تعزيز فرص الأمن والاستقرار والاستثمار في العراق الذي يعاني تداعيات هذه العلاقات التي جعلت منه ساحة للصراع الإقليمي والدولي، إلى جانب ما يعانيه من إرهاب، وتداعيات مدمرة جراء نظام المحاصصة، ما أدى إلى تفشي الفساد واتساع رقعة الفقر وتدني مستويات الخدمات والمعيشة.

يحاول رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي منذ وصوله إلى السلطة في مايو/أيار 2020، إخراج العراق من بؤرة الصراع، والعودة به إلى حاضنته العربية، واستعادة دوره العربي والإقليمي كي يتمكن من النهوض بأعباء ومسؤوليات وطنية وقومية غاب عنها طوال ثمانية عشر عاماً. ومن منطلق هذا السعي قام الكاظمي بالعديد من الجولات العربية والدولية، واستضاف العديد من اللقاءات الإقليمية، كما احتضن مؤخراً “قمة الشام الجديد” مع مصر والأردن، وتأتي “قمة دول الجوار” في هذا الإطار.

لعب العراق في الآونة الأخيرة دوراً كبيراً كنقطة تواصل وتلاقٍ، كما لعب دوراً مهماً في تخفيف حدة الخلافات الإقليمية، ولعله يتمكن في القمة المقبلة من تحييد نفسه عن الصراعات الإقليمية، ويستطيع استكمال جهوده في تطبيع العلاقات بين دول الجوار، وخصوصاً بين السعودية وإيران، وبين تركيا وعدد من الدول العربية، على أمل أن يتمكن من جمع قادة هذه الدول وصولاً إلى تحقيق استقرار إقليمي يمكن أن يهدئ الأوضاع، وصولاً إلى تطبيع العلاقات، بما يمكن من مواجهة التحديات القائمة، وأخطرها الإرهاب الذي يطل برأسه مجدداً في العراق وسوريا.

ويسعى العراق أيضاً، إلى استخدام هذه القمة رافعة لجلب الاستثمارات العربية والدولية، خصوصاً أنه لم يستفد حتى الآن، من مؤتمر المانحين الذي كان قد انعقد في الكويت، وتعهد بتقديم مليارات الدولارات لدعمه.

يرى البعض أن فرص نجاح القمة ضئيلة؛ لأن الخلافات بين دول الإقليم عميقة، ولأن أجنداتها متعارضة، وكذلك مصالحها وارتباطاتها الدولية، ومع ذلك، فإن القمة قد تكون مناسبة للقاء القادة وجهاً لوجه، ما يفتح آفاق التواصل والحوار بينهم.

الملاحظ أنه لم توجّه الدعوة إلى سوريا بعد، على الرغم من أنها من دول الجوار المهمة، ولها امتداد جغرافي وقومي وبشري مع العراق، إضافة إلى معاناة مشتركة مع المنظمات الإرهابية، ووجود قوات أجنبية على أراضيهما تحتل أجزاء شمالي البلدين، ووجود ميليشيات مسلحة خارج سلطة الدولتين.

بعض المعلومات تتحدث عن رغبة عراقية في توجيه الدعوة إلى سوريا، لكن هناك مشاورات واسعة يقوم بها الكاظمي مع بعض الأطراف الإقليمية والدولية بهذا الخصوص، لإقناعها بأهمية وضرورة مشاركة سوريا باعتبارها من أكثر الدول المعنية بمؤتمر كهذا، ولا يجوز الاستمرار في عزلها عربياً ودولياً.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …