بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – ما زالت الخلافات حول سد النهضة تراوح مكانها، مع تمسك مختلف الأطراف بمواقفها، وعدم تقديم التنازلات اللازمة مراعاة للمصالح المشتركة.
وبالرغم من تشبث الكل بشروط محددة، إلا أن الحل لا يزال ممكناً، وآفاق الحلول تكمن في أن يكون السد عامل استقرار وتعاون بين الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، حول استغلال هذه الموارد المائية، وفض الخلافات عن طريق كسر حاجز عدم الثقة، والالتزام بالتفاوض بحسن نية، بما يؤسس لآفاق جديدة للتعاون في المنطقة، ويجنبها مزيداً من التوتر.
على الدول المعنية بسد النهضة أن تدرك أن الأسلوب الوحيد لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بمصلحة أي طرف هو الحوار، حيث إن التغلب على الخلافات المتبقية يتطلب عملاً دقيقاً، بدعم سديد من الخبراء الفنيين والقانونيين، والتفهم لاحتياجات دول المنبع ودول المصب، وترجمة كل ذلك في وثائق قانونية مُلزمة لا تترك مجالاً للتسييس.
الحل المتوازن بشأن سد النهضة يمكن التوصل إليه بالتزام سياسي من الأطراف عبر الاتحاد الأفريقي، فقد تم طرح الأزمة على مجلس الأمن، ورفض المجتمع الدولي التدخل بتأكيد أن النزاع أفريقي وأنه يمكن أن يصبح أكبر السدود الكهرومائية في أفريقيا، إذا ما تم الاتفاق حول رؤية موحدة. لذلك فالدول الثلاث أمام امتحان تجسيد جديتها من خلال مبادرة الوساطة الجزائرية التي تم الترحيب بها من قبل الدول الثلاث ببعث الحوار الشفاف، بما يراعي المصالح الحيوية، من أجل التوصل لاتفاق عادل ومنصف وملزم، يحفظ حقوق جميع الأطراف، فالتفاوض يعد الخيار الوحيد، وأنسب الطرق لحل الخلافات، وسيسهم في وضع كل السيناريوهات المختلفة، بالتوازي مع عملية بناء وملء وتشغيل السد.