الشرق اليوم- رغم القيمة العاطفية الكبيرة للميداليات الأولمبية، يمكن العثور على بعضها معروضا للبيع، فقد يلجأ الفائزون لبيعها بهدف جمع الأموال لأهداف خيرية، أو للتغلب على مصاعب مالية تواجههم.
ويقبل هواة جمع التحف والعملات المعدنية النادرة والمقتنيات الرياضية على شراء هذه التذكارات، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويقول خبراء المزادات إن اسم الفائز بالميدالية ونوع الرياضة قد يلعب دورا في تحديد قيمتها، وفضلا عن ذلك، يجب النظر لحالة الميدالية، وإن كان يصاحبها الشريط والعلبة الأصليين.
وتأتي كل ميدالية أولمبية مع علبة خشبية وبها الحلقات الأولمبية الخمس، وصورة “نايكي”، ربة النصر في الأساطير اليونانية، حيث إن المحافظة على العلبة وشريط تعليق الميدالية على الرقبة يزيد من قيمتها.
ولا يتم نقش جميع الميداليات الأولمبية باسم الرياضة التي منحت لها، وهو ما قد يقلل من قيمتها، إن لم يكن الفائز معروفا.
وفي الأولمبياد الحالية بطوكيو، تحتوي الميداليات الذهبية فعليا على معدن الفضة أكثر من الذهب، إذ يشكل المعدن الأصفر حوالي 6 غرامات من الوزن الإجمالي البالغ 556 غرامًا، وفقًا للجنة الأولمبية الدولية.
ويقول فيليب نيومان، الشريك المؤسس والمدير الإداري لشركة “ميتال فوكاس”، وهي شركة أبحاث مقرها لندن، إن قيمة الميدالية الذهبية بالنظر إلى طريقة صنعها فقط يصل إلى حوالى 800 دولار.
لكنه يستدرك: “إذا كنت الفائز، أعتقد أن القيمة المالية لمعادن الميدالية ربما تكون غير ذات صلة.. سأندهش إذا اعتقد أي شخص أنها من الذهب الخالص.”
أما الميداليات الفضية الممنوحة في ألعاب طوكيو فهي مصنوعة من الفضة النقية وتزن 550 غرامًا، ويصل ثمنها إلى حوالى 450 دولار، وفقًا لنيومان، الذي قال إن الميداليات البرونزية ستكون أقل قيمة بكثير، إذ تحوي 5 بالمئة من وزنها بمعدن الزنك، والباقي من النحاس.
لكن البرونز أيضا له جمهوره، ويقول نائب الرئيس التنفيذي لشركة “آر آر” للمزادات، بوبي ليفينجستون، “إن كنت جامعا وهاويا وليس لديك الكثير من الأموال، فقد يكون شراء الميداليات البرونز مناسبا”.
وأشرفت دار آر آر بمدينة بوسطن الأميركية على مزادات لبيع عدد من الميداليات الأولمبية.
تفاوت ضخم في الأسعار
مؤخرا، بيعت ميدالية فضية في الرماية من أولمبياد 1900 في باريس مقابل 1283 دولار فقط.
وبيعت ميدالية برونزية من دورة الألعاب الشتوية لعام 1956 في كورتينا دامبيزو، إيطاليا، والتي بيعت بمبلغ 3750 دولارًا.
لكن الميدالية الفضية الأولى من الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى في أثينا عام 1896، ولم تكن هناك ميداليات ذهبية في ذلك الوقت، فقد بيعت بمبلغ 180111 دولارًا ، وفقًا لدار مزادات آر آر.
ويقول ليفينجستون: “ما زال الطلب مرتفعا على هذه الميداليات، والسوق متعطش لها فهي ليست متوافرة بكثرة”.
وسيضع بيل راسل، أسطورة فريق بوسطن سيلتيكس ميداليته الذهبية من أولمبياد 1956، عندما كان قائد منتخب كرة السلة الأميركي، في ساحة المزاد هذا الخريف.
وقال راسل في مقطع فيديو على الموقع الإلكتروني لمزادات هانت إكستون: لقد قررت بيع معظم مجموعتي.. خواتم البطولة وسترات الإحماء وتذكارات أخرى”.
ويقول راسل إن بعض العائدات ستذهب إلى “منتور”، وهي مؤسسة خيرية شارك في تأسيسها، كما سيتبرع أيضا بجزء من العوائل لمبادرات خيرية أسسها فريق السلتكس.
وبيعت ميدالية ذهبية فاز بها عضو مجهول في فريق كرة السلة الأميركي لعام 1984، وهي قائمة تضم باتريك إوينج وكريس مولين، بمبلغ 83188 دولارًا في يوليو، حسب دار مزادات آر آر.
وهذا المبلغ لا يقارن بميدالية أخر بيعت بـ1.5 مليون دولار دفعها جامع في 2019 لواحدة من الميداليات الذهبية الأربع التي فاز بها جيسي أوينز في دورة الألعاب الصيفية لعام 1936 في برلين.
وقدم أوينز، رياضي سباقات المضمار والميدان الأمريكي الأسود، أداءً مهيمناً في تلك الألعاب كما شاهد هتلر.
وقالت دار المزادات التي أشرفت على البيع في ولاية كاليفورنيا أن السعد يعد رقما قياسيا في مقتنيات الأولمبياد.
المصدر: الحرة