الشرق اليوم– بدأت الدوائر الرسمية في مدينة هرات غرب أفغانستان، بإزالة وثائق مهمة من المقار الحكومية، بسبب مخاوف من وقوع هذه المستندات في أيدِ حركة “طالبان”.
وحسبما أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن مخاوف الجهات الرسمية في أفغانستان تتمثل في إمكانية استخدام الوثائق لاستهداف الموظفين الحكوميين من قبل حركة طالبان التي تحاصر المدينة.
وأغلق مطار هرات بسبب المعارك الضروس الدائرة حوله، فيما هاجم مسلحون مجمعا للأمم المتحدة أسفر عن مقتل حارس أمن، الجمعة، بالإضافة إلى تضرر خطوط الكهرباء، مما أدى لانقطاع التيار عن نصف المدينة.
كانت أعمال العنف تصاعدت في أفغانستان منذ أوائل مايو عندما بدأت القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الانسحاب النهائي الذي أوشك على الاكتمال بحلول نهاية الشهر الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدينة باتت تحت الحصار الكامل مع إغلاق المطار وسيطرة طالبان على المعابر البرية التي تربط أفغانستان بإيران وتركمنستان.
وقال موظف حكومي لصحيفة “الغارديان” إنه رئيسه في العمل طلب منه نقل وثائق مهمة إلى منزله خوفا من استيلاء طالبان عليها لحرقها أو استخدامها للانتقام من الموظفين.
وأضاف: “بعض الموظفين وافق. لكني رفضت ذلك، أخشى أن تكون هذه الوثائق بمثابة مذكرة إعدام بالنسبة لي”.
ومع تواصل أعمال العنف في هرات، يفر السكان اليائسون من منازلهم في منطقتي غوزارا وإنجيل اللتان تمثلان مركزا للقتال في ضواحي هرات منذ يوم الأربعاء.
وأغلقت المتاجر في الأجزاء الجنوبية من المدينة حيث سمع دوي إطلاق نار متقطع في المنطقة ظهر السبت.
وانتشرت قوات أفغانية ومليشيات تابعة لإسماعيل خان، وهو من قدامى المحاربين المناهضين لطالبان في السبعينات، حول المدينة التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة.
وتعهد خان، الذي حارب في السابق القوات السوفيتية خلال الثمانينات ثم طالبان أثناء حكمهم المتشدد في التسعينات، بمحاربة المسلحين مجددا لمواجهة تقدمهم خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) بأشد العبارات، الهجوم الذي وقع الجمعة على مجمعها الرئيسي في مدينة هرات، التي تدور داخلها وحولها اشتباكات بين طالبان والقوات الأفغانية.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة، الهجوم الذي أسفر عن مقتل حارس من قوات الأمن الأفغانية وإصابة ضباط آخرين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش عن تعازيه لأسرة الفقيد وتمنى للمصابين الشفاء العاجل.
وفي بيان ذكر الأمين العام بأن “الهجمات ضد موظفي الأمم المتحدة ومبانيها محظورة بموجب القانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب”.
المصدر: الحرة