افتتاحية صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – بدأت ليبيا تخطو أولى خطواتها نحو العيش المشترك بعد سنوات من التشظي والحروب، إذ تمت إعادة فتح الطريق الساحلي الذي يعد شريان الحياة الرئيس الذي يربط شرقي البلاد بغربيها، وإنهاء وطي صفحة من المعاناة طالت الجميع.
لقد جربت ليبيا العديد من الوصفات لحل الأزمة، ولكن لم تنجح في ظل غياب إرادة حقيقية، ولكن اليوم أثمرت العملية السياسية التي قادها الليبيون، ورغم كل التحديات والصعاب، إنجازاً كان يبدو للكثيرين مستحيلاً، ولكن بوجود بيئة حسنة، حاضنة للثقة ومولدة ومنمية لها، نجح الليبيون في تجسيد حقيقي وواضح للإرادة الوطنية المتطلعة إلى الوحدة وقدرتها على صناعة مستقبل آمن.
وغني عن القول أن هذا الإنجاز يمثل توجهاً وزخماً ينبغي ألّا يضيع سدى، وأن يظل مسار السلام الخيار الاستراتيجي لمعالجة كل القضايا العالقة بطي صفحات الماضي المؤلمة والانطلاق في مسيرة السلام لاستكمال بناء الدولة الديمقراطية بتحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي في استعادة الاستقرار والتنمية، وقطع الطريق على محاولات استفادة بعض القوى الخارجية من الفوضى على حساب المصالح الوطنية الليبية.
هذه المعطيات تمثل بشائر أمل بوحدة الصف الليبي في وجه التدخلات الأجنبية، وتفتح صفحة جديدة من التفاؤل بمستقبل مشرق لهذا البلد، وحان الوقت للمضي قدماً، ومساعدة حكومة الوحدة الوطنية الليبية في العمل الشاق الذي ينتظرها بحل الميليشيات المسلحة ومغادرة جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الأراضي الليبية، واحترام التعهدات والالتزامات التي تم إقرارها في خريطة الطريق الخاصة بملتقى الحوار السياسي الليبي، وتنظيم الانتخابات في موعدها، بما يحقق لليبيا السيادة، وبناء الدولة الديمقراطية، التي تضمن للجميع العيش المشترك.