الرئيسية / الرئيسية / تقرير: كيف ستواجه واشنطن وبغداد إرهاب “داعش” ونفوذ إيران؟

تقرير: كيف ستواجه واشنطن وبغداد إرهاب “داعش” ونفوذ إيران؟

الشرق اليوم– “العراق شريك حيوي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ مدة؛ لقد ضحى الكثير من الناس من أجل بناء الشراكة الأميركية العراقية، التي هي شراكة حقيقية ومهمة. إن إدارتي ملتزمة بتقوية هذه الشراكة”.. بهذه العبارة استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض.

“المرحلة الجديدة” في الشراكة الاستراتيجية بين أميركا والعراق. كانت مدار حوار في برنامج “عاصمة القرار” من قناة “الحرة”، مع مايكل أوهانلن، مدير الأبحاث في معهد “بروكينغز” في واشنطن. وماثيو ماكينيس، مدير الأبحاث في “معهد دراسات الحرب” في واشنطن، والنائب السابق للممثل الأميركي الخاص لإيران. كما تضمنت الحلقة مقابلة خاصة مع وزير الخارجية العراقي الأسبق.هوشيار زيباري،

إنهاء المهام القتالية: هل يُكرر بايدن خطأ أوباما؟

يرحب مايكل أوهنلن بقرار بايدن إبقاء قوات أميركية في العراق، وإناد مهمة تدريبية واستشارية لها، مع تقديم الدعم ومشاركة المعلومات الاستخباراتية  مع العراق. ويضيف أوهنلن أن هذا القرار الأميركي “رمزي وضروري ومهم” للحفاظ على الشراكة مع العراق عبر “التخفيف من غضب بعض العراقيين لا سيما الميليشيات المدعومة من إيران”، والتي ترغب بإنهاء مهمة القوات الأميركية القتالية.  من جهته يؤيد ماثيو ماكينيس قرار الرئيس الأميركي، لكنه يتخوف من أن لا ينجح بايدن في مسعاه هذا، لأن الميليشيات العراقية الموالية لإيران “قد تلجأ إلى التصعيد العسكري كمحاولة للعودة إلى الواجهة، بعدما حيدها الاتفاق العراقي الأميركي”  الذي يهدف لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. 

يرحب وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري بالاتفاق العراقي الأميركي، الذي هو “نتيجة زيارة الكاظمي الناجحة” لواشنطن. ويعتبر زيباري الاتفاق بأنه يشكل تطورا إيجابيا لأنه “يحدد طبيعة ونوع العلاقة بين حكومتي البلدين، لا سيما لناحية التعاون العسكري والأمني ، والتواجد والدعم الأميركي الذي يحتاجه العراق”. ويصف هوشيار زيباري القوى التي تُعارض هذا التعاون الاستراتيجي بأنها “تحمل أجندة خارجية مختلفة عن المصلحة الوطنية العراقية”. ويختم هوشيار زيباري بالتشديد على أن “بايدن لن يكرر خطأ أوباما بالانسحاب العسكري المتسرع من العراق عام 2011. فالعراق ليس أفغانستان” حسب تعبير زيباري، نائب رئيس الحكومة العراقية سابقا. 

يقول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: أننا في العراق لهدف محدد، وهو المساعدة في التدريب وتقديم المشورة وتجهيز القوات العراقية للقيام بمهام مثل مواجهة “داعش” التي ظلت تشكل تهديدا لمدة طويلة. وبالطبع لا نريد رؤية “داعش” تعيد تطوير قدرات إضافية. 

وفي هذا الإطار يقول السفير الأميركي السابق روبرت فورد إن الرئيس بايدن “يرغب بالهدوء” في العراق. ويضيف بأن الإدارة الأميركية ترغب في رؤية قوة أمنية عراقية أقوى تكون قادرة على مواجهة داعش والميليشيات العراقية الموالية لإيران وتمكين بغداد من مقاومة الضغط الإيراني، بحسب رأي السفير فورد. فيما تنتقد الكاتبة الأميركية أنيل شيلاين الإبقاء على قوات أميركية في العراق بحجة تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية، معتبرة القرار “استمرارا لحروب أميركا التي لا تنتهي”، وبأنه “يتعارض مع رغبة الرأي العام الأميركي” الذي يفضل التركيز على الأولويات الداخلية.

الكاظمي وميليشيات إيران في العراق: “حرب أهلية شيعية”؟

لا يريد مصطفى الكاظمي “الدخول في معركة” مع الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، لأنه “قلق من اندلاع حرب أهلية شيعية” برأي ماثيو ماكينيس.  فيما يعتقد مايكل أوهنلن أنه يصعب على الكاظمي مواجهة نفوذ إيران في العراق؛ لذلك فالكاظمي “حذر جدا في اختيار المسار الصحيح للنجاح في ضبط الميليشيات دون أن يدفع إيران إلى التصعيد” في العراق. في هذا الإطار،  يقول هوشيار زيباري إن الكاظمي تشاور مع الجميع قبل ذهابه إلى واشنطن، ووضع كل القوى السياسية في أجواء ما ينوي القيام به في أميركا. والكاظمي يحظى بدعم عراقي واسع، خاصة لناحية اعتقاده بأن العراق يحتاج إلى دعم وتعاون الولايات المتحدة في بناء ودعم ديمقراطية البلد. وإن أي تصعيد من الميليشيات “سيقوض حكومة الكاظمي ويحرج العراق تجاه شركائه الدوليين” لا سيما الولايات المتحدة؛ فالتصعيد ليس من مصلحة القيادات الشيعية، حسب تعبير هوشيار زيباري.

من جهته يرى  زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش ماكونيل، أن الميليشيات المسلحة الموالية لإيران تتبع طهران وليس بغداد، لكنها تعمل داخل العراق، و”تشن حملات ترهيب واغتيال ضد المتظاهرين السلميين والصحفيين المستقلين” في العراق. ويتابع أن هذه الميليشيات “تمثل تهديدا لمصالح أميركا في العراق، وتحمل العراق مخاطر رغبتها الدخول في مواجهة مع قوة عظمى”. لذلك، يضيف ماكونيل: إن العراقيين لا يواجهون تهديد داعش فقط؛ إنما تهديد إيران التي تسعى منذ سنوات وبشكل ممنهج إلى تقويض سيادة العراق.  أيضا،  يعتقد السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، أن العراق “لا يزال بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة لمواجهة عدونا المشترك: إيران ووكلائها”. إلى ذلك يعتقد ماكس بوت، الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” ، أن بايدن أبقى على الجنود الأميركيين في العراق، رغم معرفته بأنهم سيكونون عرضة لهجمات الميليشيات المدعومة من إيران، لكون بايدن يعي ضرورة “التواجد الأميركي في التصدي لتنظيم داعش، والحد من التأثير الاستراتيجي لطهران على بلد مهم كالعراق”.

أميركا-العراق: أوسع من الشراكة العسكرية

فتحت واشنطن أبوابها لمصطفى الكاظمي  لتجديد الدعم الأميركي للحكومة والشعب العراقي، ولمناقشة كل أوجه ومجالات التعاون، والمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين. فالعراق شريك مهم للولايات المتحدة، التي تسعى لتوسيع تعاون البلدين  في مجالات في مجالات التعليم والاقتصاد  والأمن وغيرها لضمان علاقة أميركية عراقية دائمة.

إن موقع العراق المهم في وسط الشرق الأوسط، بين السعودية و إيران وتركيا والأردن و سوريا وغيرها، يجعل المساعدة الأميركية للعراق ذات مغزى استراتيجي. لذلك قرر الرئيس بايدن تعميق الشراكة مع العراق، لأن  الإدارة الأميركية تعتقد أن عراقا مستقرا سيساهم بدوره في إعادة الهدوء للمنطقة. تلتقي واشنطن مع  الكاظمي في الاعتقاد أن إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطوير الاقتصاد هو الطريق إلى استقرار العراق. ولا يغفل عن بال واشنطن  أن دعمها للعراق “يجب أن يكون إقرارا بسيادته وإرادة شعبه”، على حد تعبير السيناتور الديمقراطي تيم كابن.

يبقى أن ” إنهاء المهام لقتالية للقوات الأميركية هي الخطوة الصحيحة” برأي رانج علاء الدين، الباحث في “معهد بروكينغز” الأميركي .  لكن انهاء المهام القتالية الأميركية “لن يثني بايدن عن ضرب داعش والميليشيات العراقية الموالية لإيران” حين تعتدي على القوات الأميركية، كما يعتقد مايكل أوهنلن وماثيو ماكينيس، الذي يضيف أن “بايدن يريد اظهار العزم والقدرة على الردع دون أن ينغمس في أي تصعيد”مع الميليشيات العراقية. إن “التواجد الأميركي ليس إهانة في نظر العراقيين الذين لا يريدون لأميركا أن تستسلم لإيران ووكلائها” في العراق، حسب تعبير علاء الدين.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

ارتفاع تحويلات المغتربين الأردنيين بنسبة 3.2% في أول تسعة أشهر من العام الجاري

الشرق اليوم– أظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي الأردني، اليوم الأحد، أن تحويلات المغتربين الأردنيين …