الرئيسية / مقالات رأي / «بلاد الشام وشرق المتوسط».. وفرص «التكامل الإقليمي الأوسع»

«بلاد الشام وشرق المتوسط».. وفرص «التكامل الإقليمي الأوسع»

بقلم: عوني الداوود – صحيفة “الدستور” الأردنية 

الشرق اليوم –  القمة الثلاثية التي استضافتها العاصمة اليونانية أثينا يوم أمس وجمعت جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي، نيكوس اناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، رفعت بل وسرّعت حجم التفاؤل نحو محور لدول (بلاد الشام وشرق المتوسط) يضم كلا من (الأردن – مصر – العراق – اليونان – وقبرص)، فمحور “بلاد الشام” الذي عقد قمته الرابعة مؤخرا (27 حزيران 2021) في العاصمة بغداد (وعقد قمته الأولى آذار 2019)، في حين عقدت القمة الأولى بين الأردن وقبرص واليونان في (16 كانون الثاني 2018) في نيقوسيا القبرصية، واستضافت عمّان القمة الثانية في 14 نيسان 2019 لتكون الثالثة، يوم أمس في أثينا 28 تموز 2021 (أخرّت جائحة كورونا عقدها في 2020).

الدول الثلاث تجمعها – ومنذ القمة الأولى – مواقف ومصالح مشتركة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأمنيا.. الخ، فالأردن يدرك تماما أن كلا من اليونان وقبرص تشكلان له بوابة الاتحاد الأوروبي، كما تدرك اليونان وقبرص أن الأردن يشكل لهما بوابة الشرق الأوسط وتحديدا بوابة السوقين الكبيرين «العراق وسوريا» وتتطلعان إلى مرحلة إعادة الإعمار في كلى البلدين من خلال الأردن.

سياسيا: هناك توافق كبير في ملف القضية الفلسطينية وتحديدا في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في كانون الأول 2017، لتأتي القمة الثلاثية الأولى في كانون الثاني 2018 لتؤكد على أهمية القدس للديانات الثلاث وعلى الوصاية الهاشمية وعلى حل الدولتين والسلام العادل والشامل في المنطقة.

الدول الثلاث متوافقة في مختلف قضايا المنطقة سياسيا في الملف السوري والليبي وقضايا اللاجئين والهجرة، وبدا ذلك واضحا في البيانات الختامية للقمم الثلاث.

وبالتأكيد هناك توافق على «القضية القبرصية» وفقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

أمنياً: هناك إيمان مشترك بضرورة التعاون لمواجهة أخطار العنف والتطرف والإرهاب الداعشي وتقدير لجهود الأردن في مبادرة «اجتماعات العقبة».

اقتصادياً: وهو الأهم في هذه المرحلة التي تأتي في أعقاب جائحة أثرت سلبا على اقتصادات دول العالم – محاور التعاون عديدة ومختلفة وهي بحاجة إلى تفعيل سريع، خصوصا وأن حجم التبادل التجاري بين الأردن وقبرص وبين الأردن واليونان متواضع جدا ولا يرقى أبدا إلى حجم التطلعات أو قوة العلاقات بين الدول الثلاث، حيث تقدر حجم الصادرات الأردنية إلى قبرص بنحو مليون دولار، والمستوردات 50 مليون دولار (وفقا لإحصاءات 2018) في حين صادرات المملكة لليونان 9 ملايين دولار والمستوردات 54 مليون دينار (للعام نفسه).

القمة الثانية التي استضافتها العاصمة عمّان 2019 شهدت توقيع مذكرتي تفاهم في قطاعي التعليم والاستثمار بين الدول الثلاث، وذلك على هامش «منتدى الأعمال الأردني القبرصي اليوناني»، وهما مذكرتان مهمتان يمكن البناء عليهما.

فرص التعاون بين الدول الثلاث – وكما ذكر جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس بمجالات عدة في مقدمتها: التجارة والأمن الغذائي والسياحة والطاقة والزراعة والمياه والبئية والرعاية الصحية والاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن الثقافة والتعليم.

التعاون الاقتصادي بين الأردن واليونان وقبرص، وإذا ما أضيف التعاون بينها وكل من مصر والعراق، فسوف يشكل أساسا متينا لتكامل إقليمي أوسع – كما أشار إلى ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس، وذلك لما تمتلكه كل دولة من قدرات وإمكانيات ومميزات وفرص استثمارية إذا ما تمّ استثمارها ستعود بالنفع العميم على اقتصادات تلك الدول وشعوبها.

«بوابات الفرص» في الإقليم والمنطقة، وبفضل جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والتعاون مع أشقائه وأصدقائه قادة هذه الدول تحديدا والعالم عموما، ومع فتح فرص وآفاق لاستثمارات إقليمية نتطلع لزيادتها بعد الزيارة التاريخية الأخيرة لجلالة الملك للولايات المتحدة.. هذه «البوابات» باتت مشرعة، وهي فقط تحتاج إلى ماكينات متابعة من كل دولة وتنسيق مشترك بينها وتذليل جميع المعوقات والصعوبات أمام القطاع الخاص في هذه الدول من أجل آفاق جديدة قادرة على تحويل الإقليم إلى ورشة «إعمار واستثمار» في كثير من القطاعات.. فهل أطلقت «قمة أثينا» أمس إشارة البداية لتكامل اقتصادي بين دول «الشام وشرق المتوسط»؟

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …