الرئيسية / مقالات رأي / The Times: حروب المياه في الشرق الأوسط تقترب بشكل مقلق

The Times: حروب المياه في الشرق الأوسط تقترب بشكل مقلق

BY: Roger Boyes

الشرق اليوم – إن حرب المياه الأولى قد اقتربت بشكل غير مريح، والجفاف والهجرة والتغيير المناخي عوامل تهدد بأعمال عدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

الخلافات حول طريقة تخصيص مياه الأنهار الكبرى في العالم -النيل ودجلة والفرات على سبيل المثال لا الحصر- كانت مستعرة منذ قرون لكنها لم تصل إلى الحرب الشاملة.

إضافة إلى أن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة البحار وتقلبات الطقس الشديدة قد تؤدي إلى الاقتراب من أول حرب مياه مباشرة منذ أيام بلاد ما بين النهرين القديمة.

حرب المياه في القرن الـ21 يمكن أن تأتي في شكلين، الأول سيكون في استجابة سيئة الإدارة أو مذعورة لارتفاع مستوى البحار، إذ إن نحو 150 مليون شخص يعيشون على متر واحد أو أقل فوق مستويات سطح البحر الحالية، وسوف يتشرد الكثيرون ويصبحون لاجئين بسبب المناخ، مما يخلق حالة كبيرة من عدم الاستقرار.

والشكل الآخر من الحرب قد يكون قاب قوسين أو أدنى. 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر إثيوبيا من أنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية إذا كان “سد النهضة الإثيوبي” يعني فقدان المصريين مياه نهر النيل مع انخفاض مستواه.

إن الدول الضعيفة في جميع أنحاء العالم تقترب من الانهيار، لأنها فقدت السيطرة على الأسس الثلاثة: الماء والأكسجين والخبز، حيث إن هذه هي الطريقة التي يقاس بها أداء الحكومة.

ومثال ذلك إيران التي يفسد فيها الجفاف الزراعة الصيفية، مما دفع المتظاهرين للخروج في محافظة خوزستان الجنوبية وهتفوا “أنا عطشان”.

وفي منطقة شمال شرق سوريا التي تعتبر سلة الخبز للبلاد فإن إمدادات المياه منخفضة بسبب التدفق الضعيف عبر نهر الفرات من تركيا، وفي العراق طلب من المزارعين عدم زراعة المحاصيل الصيفية.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وصلت أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط تقريبا إلى مستوى فبراير/شباط 2011.

ذلك ما يدعو إلى دق ناقوس الخطر في جميع أنحاء المنطقة، لأن تكلفة الغذاء في أوائل عام 2011 كانت أحد العوامل التي ساهمت في انتفاضات الربيع العربي.

إن حروب الشرق الأوسط تندلع عادة عندما تنهار دولة فاشلة حساسة من الناحية الجيوسياسية، والفارق الآن هو أن العديد من الدول التي تفتقر إلى الإدارة والمحكومة بشكل سيئ تنهار في نفس الوقت، مثل لبنان الذي يعيش في ظلام بدون كهرباء، أو العراق الذي يعتمد على إيران في الحصول على الكهرباء أو الصومال حيث يأكلون الجراد، وهذا ما يجعل الغضب في تصاعد.

ولو أصبحت مسؤولا عن سياسة المعونة ليوم واحد لكنت سأدعو إلى اجتماع للموظفين وسأصرخ فيهم “الماء! الماء! في كل مكان”، لأن هذه هي المشكلة التي يجب أن تؤرقنا جميعا.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …