الشرق اليوم – صرّح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال اجتماع له مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس الاثنين، بأن الدور الأمريكي في العراق سيركز على المساعدة في مجال التدريب، إضافة إلى مكافحة تنظيم “داعش” والدعم الاستخباراتي.
وقال بايدن، إن التعاون الأمريكي لمكافحة الإرهاب سيستمر مع إنهاء الولايات المتحدة مهمتها القتالية في العراق.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن دور الولايات المتحدة في العراق سيتحول إلى تقديم المشورة وتدريب القوات العراقية.
كما أعلن بايدن، أن بلاده سترسل جرعات من لقاح فيروس “كورونا” إلى العراق قريبا.
وقال بايدن في تغريدة عبر موقع “تويتر”، “التقيت برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في المكتب البيضاوي. أكدنا من جديد التزامنا بتوسيع التعاون من خلال مبادرات جديدة تركز على التعليم والصحة والمناخ بالإضافة إلى دعم الديمقراطية في العراق وتعزيز سيادة القانون”.
كما وقع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، اتفاقا ينهي رسميا المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق بنهاية 2021، بعد أكثر من 18 عاما على إرسال القوات الأمريكية للبلاد.
الجدير بالذكر أنه يوجد في الوقت الراهن نحو 2500 جندي أمريكي في العراق تتركز مهامهم على التصدي لفلول تنظيم “داعش” وسيتغير الدور الأمريكي في العراق بالكامل ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي.
من جانبه قال زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، في بيان، “شكرا للمقاومة العراقية الوطنية، فها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع، لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب، وشكرا للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولا سيما الأخ الكاظمي”.
وأضاف: “مع العلم أننا قد بينا شروطا فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقا.. والسعي لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة”.
الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد
من جانب آخر قال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الثلاثاء في تغريدة عبر موقع “تويتر”، إن نتائج الحوار الاستراتيجيّ العراقي – الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند إلى مرجعية الدولة.. مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل.
كما أكد رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أن “العراق يخطو واثقا نحو تحقيق كامل قدراته، واليوم ينجح دبلوماسيا وسياسيا بانجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي – الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة، ومقتضيات المصلحة الوطنية”.
وتاليا النص الكامل للبيان الختامي المشترك للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية:
ترأس كل من الوفد التابع لجمهورية العراق برئاسة الدكتور فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، والوفد التابع للولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الاجتماع الرابع والأخير للحوار الاستراتيجي، والذي بدأ بتاريخ الحادي عشر من شهر حزيران عام 2020، كجزء من اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 لعلاقة الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية العراق. وضم الوفد العراقي ممثلين عن حكومة إقليم كردستان.
جدد الطرفان تأكيدهما على أهمية هذه المناقشات والتي ركزت على تعزيز الشراكة الإستراتيجية طويلة المدى التي حددتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وعلى القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك: كالاستقرار الإقليمي، والصحة العامة، وتغير المناخ، وكفاءة الطاقة واستقلاليتها، والقضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي والتعليمي، وغيرها من المواضيع. وقدم العراق بياناً مفصلاً عن جهوده المستمرة لتعزيز العودة الآمنة والطوعية للنازحين إلى مناطق سكنهم، وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعمها لهذه الجهود.
وجدد الوفدان التأكيد على المبادئ المتفق عليها في اتفاقية الإطار الإستراتيجي. وأكدت الولايات المتحدة من جديد احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية وتعهدت بمواصلة توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة أراضيه.
أكدت حكومة العراق من جديد التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات الأمنية العراقية، كما أكدت بأن جميع قوات التحالف الدولي عملت في العراق بناءً على دعوتها.
كما أكد الوفدان أن القواعد التي تستضيف أفراد الولايات المتحدة وافراد التحالف الدولي الآخرين هي قواعد عراقية تدار وفق القوانين العراقية النافذة وليست قواعد أمريكية أو قواعد للتحالف الدولي وأن وجود الأفراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
اتفق الوفدان، بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة، بأن العلاقة الأمنية ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول 2021.
وتعتزم الولايات المتحدة مواصلة دعمها للقوات الأمنية العراقية وبضمنها قوات البيشمركة من أجل بناء قدرتها على التعامل مع التهديدات.
وأكد الوفدان التزامهما بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حرية الصحافة وذلك من خلال الالتزام الكامل بالإجراءات القانونية والضمانات الدستورية العراقية التي تحترم الأعراف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان. وأكد الجانبان أن الانتخابات الحرة والنزيهة ستدعم سيادة العراق وديمقراطيته وتنميته.
وقدم الجانب العراقي وصفاً مفصلاً لخططه والتي تهدف إلى ضمان سلامة الناخبين والمرشحين والعاملين في مراكز الاقتراع والمراقبين المحليين وجماعات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين، وتعزيز مشاركة الناخبين. وأعرب كلا الوفدين عن تقديرهما للدعم المقدم من المجتمع الدولي، والذي عبر عنه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2576 (لعام 2021). كما اتفق الوفدان على أن وجود فريق مراقبة تابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وبعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي يمثل جهداً صادقاً من قبل المجتمع الدولي لدعم مطالب الحكومة العراقية والشعب العراقي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في شهر تشرين الأول المقبل. ورحب العراق بالدعم الأمريكي المستمر لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. (UNAMI) والمساهمات المالية الأخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة للبعثة كمساعدات ذات صلة بالانتخابات، بما في ذلك المساهمات المقدمة لفريق مراقبة الانتخابات.
واتفق الطرفان على مواصلة التعاون في العمل مع المنظمات الدولية ومن خلال المؤسسات الحكومية المعنية في كلا البلدين، ولا سيما في ضوء الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في دورته السادسة والعشرين، والذي سيعقد في غلاسكو في المملكة المتحدة في الخريف القادم.
وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها للجهود المبذولة من قبل العراق لتعزيز الإصلاح الاقتصادي والتكامل الإقليمي، لا سيما من خلال التزامه بشبكات الطاقة الإقليمية مع الأردن ومع دول مجلس التعاون الخليجي.
جدد الوفدان التأكيد على عزمهما في الحفاظ على وتقوية العلاقة الاستراتيجية بينهما، في جميع القضايا الثنائية، وبما يخدم المصلحة الوطنية لكل بلد بالإضافة إلى مصلحتهما المشتركة المتمثلة بالاستقرار الإقليمي.
وأكد العراق والولايات المتحدة أنهما سوف يستأنفان مناقشاتهما من خلال لجان التنسيق التابعة لاتفاقية الإطار الإستراتيجي.
المصدر: سبوتنيك + وكالة الأنباء العراقية “واع” + تويتر