BY: William Gazeau
الشرق اليوم – إن القتال بين الجيش الفدرالي ومتمردي “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” اندلع منذ عدة أيام في منطقة العفر شمال شرق البلاد، ليشمل الجزء الأكبر من الإقليم، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المقلق للغاية ويهدد بقطع طريق التموين الرئيسي لأديس أبابا.
الصراع في تيغراي امتد إلى المناطق المجاورة لحدودها في إريتريا وجيبوتي شمال شرق إثيوبيا، وبحسب جيرار برونييه، وهو مستشار دولي مستقل ومتخصص بالمنطقة، فإن “قوات تيغراي مدججة بالسلاح” وأنها تكبدت خسائر لكنها تتقدم.
وحسب الوكالة الوطنية الإثيوبية للحماية المدنية، فقد أدى القتال حتى الآن إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل، في وقت تعيش فيه منطقة العفر “في دوامة حقيقية من الفوضى بسبب غياب أي سلطة محلية، بعد أن انقسم السكان فانحاز بعضهم لجبهة تحرير تيغراي والبعض الآخر للحكومة المركزية، وبقيت غالبية كبيرة من المدنيين عالقة وسط الاشتباكات” حسب المستشار المستقل برونييه.
وقال المستشار الدولي، إن “المتمردون الذين يتحركون باتجاه بلدة ميل الواقعة على نهر أواش يريدون نسف جسر ميل لخنق أديس أبابا” لأن ذلك يعني قطع الطريق السريع “إيه 1” (A1) وهو الوحيد الذي يربط إثيوبيا غير الساحلية بمواني جيبوتي، ويمر عبره “ما يقرب من 100% من الواردات والصادرات الإثيوبية”.
ويرى أن قطع هذا الطريق سيكون بمثابة ضربة قاسية لمعسكر رئيس الوزراء آبي أحمد، وسيعطي قطعه للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ميزة عسكرية كبيرة على أديس أبابا، من خلال السيطرة على إقليم العفر والوصول إلى البحر الأحمر. لكنه يستدرك بأن الحكومة المركزية تعتمد من أجل عكس هذا الاتجاه، وعلى دعم روسيا التي تعهدت قبل أيام بالدفاع عن سد النهضة، مشيرا مع ذلك إلى أنه “لا شيء يضمن أن الروس سوف يتدخلون بإطار أكبر”.
وخلص المستشار إلى أن توسيع نطاق الصراع الأيام الأخيرة قد أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني، وعطل إيصال الغذاء والمواد الأخرى إلى منطقة تيغراي التي تعيش “حالة إنسانية كارثية منذ عدة أشهر” خاصة أن أكثر من 400 ألف شخص يواجهون انعداما حادا بالأمن الغذائي، وفقا لأرقام منظمة العمل ضد الجوع غير الحكومية.
وبحسب محمد حسين، المسؤول الإقليمي بالوكالة الوطنية الإثيوبية للحماية المدنية، فإن ما يقرب من 70 ألف شخص “تضرروا بشكل مباشر ونزحوا” وأن المساعدات الإنسانية لم تعد تصل إلى هذه المناطق، رغم وجود مخيمات للاجئين.
ترجمة: الجزيرة