الرئيسية / مقالات رأي / «الملك وبايدن وولي العهد».. قمة تعزيز الشراكة

«الملك وبايدن وولي العهد».. قمة تعزيز الشراكة

بقلم: محمد سلامة – صحيفة “الدستور” الأردنية 

الشرق اليوم – حظيت زيارة حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، حفظهما الله إلى واشنطن، ولقاء جلالته الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس وأركان الإدارة وقيادات بالكونغرس باهتمام كبير في وسائل الإعلام العالمية، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.

جلالة الملك يتمتع بعلاقة وثيقة قديمة مع الرئيس بايدن، والقمة أكدت على الشراكة الاستراتيجية، والعلاقات الثنائية، خاصة وأن اتفاقية التجارة الحرة دخلت حيز التنفيذ بين الدولتين، وتؤسس لمرحلة جديدة في التعاون الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات، بما يسمح بزيادة الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأمريكية، وكان لجلالته لقاءات مع نخب اقتصادية ورجال أعمال ومستثمرين، أفضت إلى تبيان منسوب التبادل التجاري وإمكانية تطويره، واستشراف آفاق التعاون الثنائي خاصة وأن المملكة باتت ضمن مناطق التعافي العالمية من جائحة كورونا وسلالاتها المتحورة.

من خارج الصندوق ومما لم تذكره وسائل الإعلام العالمية والعربية تمثل في أن الرئيس بايدن عندما يضع يده على كتف ولي العهد الأمير الحسين فإننا نرى ذلك من باب أهمية ودور سمو الأمير الذي رافق جلالة الملك وخطف الأضواء بهذه الصورة الرائعة، والتي اكسبته معرفة جديدة في لقاءاته مع كبار الساسة، وهذا أعطى الانطباع بأن ولي العهد محل ترحيب الجميع وأنه يحظى بالثقة كوالده جلالة الملك، وأن له دوره في الشأن المحلي والخارجي، هذا إلى جانب أن جلالة الملك أراد أن يمّهر نجله بمعرفة بواطن السياسات وكيفية التعامل مع الأصدقاء والحلفاء والبناء على الانجازات التي تحققت، فالخبرة تحتاج إلى جانب الدراسة النظرية حضورا وعراكا ميدانيا في ساحات القرار الدولي.

إن ما بعد الزيارة والحضور الرائع لسمو ولي العهد واستماعه إلى مواقف والده وطريقته في الإقناع وشرح رؤيته للشراكة وتعزيز دور بلاده سوف يعزز لديه الصورة عن الخطوات الجديدة في الشأن الداخلي وموائمة ذلك مع أفكاره البناءة في إشراك جيل الشباب إلى جانب المرأة في الحياة السياسية، وأن الخبرة أساسها التراكم والحراك واستنباط الأشياء مما لم يقله الآخر بحكمة بالغة، وارى أن ولي العهد كما لوالده جلالة الملك أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس بايدن ويهنئه بفوزه في انتخابات الرئاسة، فإن ولي العهد في أول زيارة مع جلالة الملك اكسبته المزيد من الخبرة في أول زيارة يلتقي فيها صناع القرار بواشنطن وهذا ما كان يتطلع إليه جلالة الملك، فالأمير بحضوره خطف الأضواء عند الجميع.

وفي الشأن الإقليمي شرح جلالة الملك لصناع القرار في واشنطن رؤيته لإنهاء النزاع الفلسطيني والاسرائيلي، بإحياء مشروع حل الدولتين بعد وصول بينيت ولابيد إلى السلطة في إسرائيل، وأن الرؤية الأردنية تستند إلى قبول فلسطيني وإجماع عربي وتحقق الاستقرار الإقليمي المنشود، وتهيئة للظروف لمحاربة الإرهاب، كما تبادل الزعيمان رؤيتهما لمختلف القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة ما يجري في سوريا والعراق، وبما يعزز الشراكة الأمنية لاستقرار الإقليم كله.

بيان الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أعطى صورة واضحة عن محورية الدور القيادي للأردن في قضايا الإقليم مؤشرة على شراكة تاريخية وعلاقات استراتيجية وأن زيارة جلالة الملك أتت لتعزيز الشراكة الثنائية في مجالات الاقتصاد والاستثمار ومحاربة الإرهاب والتعاون في قضايا المنطقة وخاصة قضية فلسطين.

زيارة جلالة الملك لواشنطن ناجحة بكل المقاييس، وأتت تتويجا لجهود ملكية سياسية، بعد إسقاط مشروع صفقة القرن زمن إدارة ترمب، وسوف تنعكس ايجابيا على الساحة المحلية لجهة التعافي الاقتصادي واستئناف مفاوضات السلام، فالشراكة السياسية والاقتصادية والأمنية مع واشنطن تؤسس لمرحلة جديدة، وعلاقات أقوى يمكن البناء عليها في الضغط على إسرائيل لقبول مشروع حل الدولتين وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني الإقليمي والدولي.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …