الشرق اليوم- تتزايد التحديات التي يواجهها الدبلوماسيون الأميركيون وعمال الإغاثة في أفغانستان، بعد اقتراب الانسحاب الكامل للقوات الأميركية الشهر المقبل، من البلاد التي تعيش حربا منذ ما يزيد عن عقدين.
وفقا لصحيفة “واشنطن بوست“، فإن التحديات الدبلوماسية برزت بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب القوات من أفغانستان، وهي خطوة شجعت حركة طالبان المتمردة لبسط نفوذها على الأرض وعمقت من مخاوف انهيار حكومة كابل.
وتتمثل العقبات التي يواجهها الدبلوماسيون الأميركيون في صعوبة العمل بالبلاد مع انخفاض الكادر الذي يواجه عنف متزايد وجائحة فيروس كورونا وإخلاء دبلوماسي محتمل.
قال هوجو لورينز، الذي شغل منصب كبير الدبلوماسيين الأميركيين في أفغانستان خلال عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، “في ظل عدم وجود دعم عسكري في كابل، تصبح مهمة السفارة الأميركية أكثر تعقيدًا وخطورة وصعوبة”.
تقول الصحيفة الأميركية في تقريرها إن الدبلوماسيين وعمال الإغاثة يعملون خارج مجمع السفارات الضخم في كابل، الواقع على أطراف منطقة دبلوماسية وحكومية محصنة.
والسفارة هي مدينة في حد ذاتها، بحيث تضم مكاتب وشقق ومطاعم ومرافق للتمارين الرياضية، إذ يوجد فيها حوالى 1400 مواطن أميركي، كجزء من إجمالي قوة العمل البالغة 4000 شخص، مقيدون لعدة أشهر في كل مرة.
وتتساءل الصحيفة عن مدى إمكانية استمرار البعثة الدبلوماسية الأميركية في كابل، وفقا لتاريخ أفغانستان غير المستقر ومستقبلها المجهول.
ويشير التقرير إلى أن دول أخرى أجلت مواطنيها من أفغانستان بالفعل، منها فرنسا والصين، في وقت لا تحقق محادثات السلام بين الحكومة وحركة طالبان أي تقدم ملحوظ.
في وقت سابق من الشهر الحالي، دافع الرئيس بايدن عن قراره بسب القوات الأميركية من كابل. وقال إن على الأفغان الدفاع عن أمتهم.
وتعهد بايدن بعدم التخلي عن أفغانستان، ما يجعل المهمة الدبلوماسية والمساعدات المالية ودعم الولايات المتحدة لقوات الأمن المحلية ومحنة النساء والفتيات – اختبارا مركزيا لاستراتيجية الرئيس.
وسيؤدي الخروج العسكري من تقليل تنقل المسؤولين الذين يشرفون على حقيبة المساعدات المالية، ما يزيد من صعوبة ضمان إنفاق أموال دافعي الضرائب على النحو المنشود.
وتتوقع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنفاق ما يصل إلى 500 مليون دولار على مساعدات أفغانستان في عام 2021، علما بأن البلاد أكبر متلق للمساعدات الأميركية عام 2019، وفقا لـ “كونسيرن وورلدوايد” وهي أكبر وكالة مساعدات إنسانية في أيرلندا.
قالت المديرة المساعدة لشؤون آسيا في هيومن رايتس ووتش، باتريسيا جوسمان، إن النساء الأفغانيات معرضات لخطر فقدان التقدم في مجال الحرية والتعليم الذي حققته منذ عام 2001.
وأضافت: “إذا عادت الأمور إلى حرب أهلية شاملة بين الميليشيات وقوات طالبان، فإننا نخشى تكرار الفظائع التي ارتكبت في أوائل التسعينيات”.
وسيبقى حوالى 650 جنديا أميركيا في أفغانستان لحماية مجمع السفارة ومطار كابل الدولي، والذي يمثل الآن شريان حياة محتملا للأجانب الذين قد يحتاجون إلى الإخلاء على عجل.
ستعمل بعض القوات على تشغيل أنظمة مضادة للصواريخ تعرف باسم “C-RAMs”، والتي تحتوي كل منها على مدافع جاتلينغ التي تطلق 4500 طلقة في الدقيقة.
المصدر: الحرة