بقلم: ميّ خالد – عكاظ السعودية
الشرق اليوم- هذه الأيام – كما يعلم الجميع – ينسحب الجيش الأمريكي من أفغانستان. يخرج اللاعب الأمريكي بعد عقود طويلة لعب فيها مع بعض الدول الغربية مثل بريطانيا وألمانيا أدوارًا رئيسية في الملعب الأفغاني.
هناك الكثير من الرؤى والتحليلات لهذا الخروج لكن الذي لا يُعلق عليه كثيرا هو دخول اللاعب الصيني بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢٠.
فقبل هذا التاريخ لم يكن هناك نشاط صيني يذكر داخل حدود أفغانستان.
فمثلا لم تساهم الصين بقوات لمحاربة طالبان، بالرغم أنها قدمت مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الخارجية للحكومة الأفغانية، قامت الشركات الصينية أيضًا بالعديد من الاستثمارات الهامة في صناعات التعدين والطاقة في أفغانستان. لكن من المحتمل أن هذه الاستثمارات لم تتم بتوجيه من الحكومة الصينية.
وبدءًا من عام 2017، بدأت الصين في الاضطلاع بدور أكثر نشاطًا في السياسة والاقتصاد في أفغانستان. بدأت العمل كمفاوض بين باكستان وأفغانستان في عام 2017. وفي عام 2018، بدأت الصين في الاجتماع مع طالبان لإجراء محادثات سلام أولية تهدف إلى إنهاء الحرب في أفغانستان.
وفي ذلك العام تقريبا، بدأ المسؤولون الأفغان أيضًا التواصل مع الصين اقتصاديًا من خلال المشاركة في المناقشات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق الصينية أو المبادرة التي تسمى «حزام واحد طريق واحد» التي تهدف لربط الصين بالعالم. وبحلول عام 2018، كانت الصين تعتبر «أكبر مستثمر أجنبي في أفغانستان».
الاهتمام الصيني بأفغانستان يرجع بالتأكيد لمصالحها الأمنية، فهي تشترك من غربها (مقاطعة شينجيانغ) مع حدود ثماني دول إحداها أفغانستان، وهي مقاطعة يسكنها الايغور المسلمون الذين قاموا بأكثر من محاولة انفصالية منذ بداية القرن العشرين حيث يسعون إلى إقامة دولة مستقلة في تركستان الشرقية. ومن مصلحة الصين أن تبني علاقات أمنية واقتصادية متينة مع أفغانستان المسلمة.