بقلم: نايف صنيهيت شرار – صحيفة “إيلاف”
الشرق اليوم – على امتداد سنوات يخطو المغرب بقيادة الملك محمد السادس خطوات عملاقة تبعث على الفخر والاعتزاز لبلد تفرد بتميزه رغم وجوده في منطقة غير مستقرة حيث برز المغرب بالتفوق متعدد الأبعاد، وتسير المملكة المغربية بخطوات ثابتة في الريادة الصناعية، التي أصبحت واضحة في زمن كورونا وذلك بفضل الرؤية الملكية المتبصرة.
ولم تعد الريادة المغربية مفاجأة بدخول المغرب قائمة مصنعي اللقاح ضد كوفيد 19 في عز الأزمة العالمية، حيث يتابع العالم بإعجاب منقطع النظير الحملة الوطنية للتلقيح. كما يعد حفل إطلاق مشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد 19 ولقاحات أخرى بالمغرب وتوقيع اتفاقيات مرتبطة بها، ترجمة فعلية في رفع قدرات المغرب الصناعية والصحية والبيوتكنولوجية الشاملة والمندمجة لتصنيع اللقاحات وتأمين صحة وسلامة المواطن المغربي، وكذلك المساهمة في التخفيف من الصعوبات التي تواجهها بلدان شقيقة وصديقة بعد تحقيق الاكتفاء داخل المغرب، ومن ثم الانتقال من الأمن الصحي الوطني إلى الإقليمي في انسجام تام مع السياسة الخارجية للمملكة، التي يحل فيها البعد الافريقي مكانة مهمة.
تجدر الاشارة الى انه جرى أخيرا تحت إشراف الملك محمد السادس إطلاق مشروع إنتاج وتصنيع وتعبئة اللقاح المضاد ضد فيروس كوفيد 19 ولقاحات أخرى، حيث تمكن هذه المبادرة الرائدة المغرب من مواجهة التداعيات الصحية لجائحة كوفيد 19 بشكل فعال وحاسم، كما أنها تشكل خطوة استراتيجية مهمة، وقفزة نوعية، على طريق تمكين المغرب من تملك وإرساء قدرات صناعية وبيوتكنولوجية، بأفق تحقيق الريادة الصحية والأمن الدوائي وتقوية القطاع الصناعي.
ومنذ إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمملكة المغربية في 2016، عرفت العلاقات بين البلدين مستوى رفيعاً من التنمية، حيث حققت فيما يتعلق بالبحث والتطوير الخاص باللقاح المضاد لكوفيد – 19.
ويعد المشروع ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيتم إطلاق بادرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة شهريا من اللقاح المضاد لكوفيد – 19.
كما يهدف المشروع الذي تبلغ قيمته الاستثمارية الإجمالية 500 مليون دولار، إلى إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالبلاد لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد الدولي.
وجرى التوقيع أمام الملك محمد السادس على ثلاثة اتفاقات مهمة، تتعلق الأولى بمذكرة تعاون بشأن اللقاح المضاد لكوفيد 19 بين الدولة المغربية والمجموعة الصيدلية الوطنية للصين «سينوفارم».
أما الثانية فتتعلق بمذكرة تفاهم حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة المغربية بين الدولة المغربية وشركة «ريسيفارم».
وتتعلق الثالثة بعقد وضع رهن إشارة الدولة المغربية منشآت التعبئة المعقمة لشركة «سوطيما» المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية، من أجل تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد – 19 المملوك لشركة (سينوفارم) بين الدولة المغربية وشركة سوطيما.
وسيساهم هذا المشروع الرائد في استحداث مركز كفاءة مغربي لتصنيع لقاحات الغد عبر شراكة بين القطاع العام والخاص. كما يعتبر هذا المشروع أول مركز امتياز لتعبئة اللقاحات القابلة للحقن على مستوى القارة الأفريقية.
وتأتي هذه الخطوة الرائدة ضمن العديد من الخطى المثيرة التي عرفها المغرب خلال أكثر من عقدين على تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم في البلاد تحت عنوان “الإصلاح والتبصر والحكم الرشيد”. أكثر من عقدين خاض خلالها المغرب ثورة هادئة على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فبات بذلك نموذجا يحتذى به في المنطقة المغاربية والعربية.